الجنوب والنفس الطويل.. رسالة سياسية - عسكرية تقطع أنفاس الشرعية
الجمعة 13 سبتمبر 2019 01:00:19
في ظل المؤامرات التي تنفذها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر ضد الجنوب، تتبع القيادة السياسية (ممثلة في المجلس الانتقالي) سياسة النفس الطويل في إطار مكافحة هذا العدوان المتلفح بغطاء الشرعية.
لم تبدأ التوترات الأخيرة مع العدوان الذي شنّته المليشيات الإخوانية ضد الجنوب فقط، بل بدأ هذا الوضع عندما ترك الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي نظامه ليقع فريسةً تحت سيطرة أجندة حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان (المُصنّفة إرهابية) في اليمن.
نفذت مليشيا الشرعية "الإخوانية" عدوانها على الجنوب بغية النيل من أمنه واستقراره وحق شعبه في تقرير مصيره وفك الارتباط عن الشمال، لكن العدوان الشمالي ردعته بطولات خالدة سيطرتها القوات الجنوبية، أولئك الأفذاذ الذين ضحّوا بدمائهم حفاظاً على الجنوب، أرضاً وشعباً وهوية.
في الوقت نفسه كانت القيادة السياسية في الموعد أيضاً، عندما بادر المجلس الانتقالي بالموافقة على دعوات الحوار التي وجّهتها المملكة العربية السعودية، وقد سافر الرئيس القائد عيدروس الزبيدي على الفور إلى مدينة جدة لخوض هذا الحراك السياسي ويحمل على كاهله طموحات شعب وأمل أمة.
تشير القراءاتان إلى إتباع سياسة النفس الطويل حتى اللحظة الأخيرة، بين استعداد عسكري كامل لردع الهجمات العدائية من قِبل حكومة الشرعية، وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة أمام الحل السياسي على الرغم من أن الجنوب معتدَى عليه، ولم يفعل إلا الدفاع عن نفسه.
وقد عبَّر المجلس الانتقالي عن هذه السياسة وذلك على لسان عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي فضل الجعدي، الذي قال إن مليشيا الإخوان مستمرة في تجهيز عناصرها بحشود متواصلة إلى شبوة.
وغرّد عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "بإشراف المقدشي والعرادة ورئيس الأركان يستمر حزب الإخونج بتجهيز قواته بحشود متواصلة إلى شبوة وبشكل مكثف مع تعزيزات جديدة بأسلحة ثقيلة".
وأضاف: "في الوقت الذي نحترم به دعوة المملكة العربية السعودية للحوار فإننا نرصد تلك التحركات أولا بأول ولن تقف قواتنا مكتوفة الأيدي".
وتابع: "نملك القدرة في الدفاع عن أنفسنا ، ونحذر القوى الظلامية التي تحاول الالتفاف على حوار جدة وخداع التحالف كما هي عادتها، من مغبة اللعب بالنار ونسف جهود التحالف العربي في مواجهة الانقلابيين الحوثيين بتغيير مسارات المعركة".
تصريحات القيادي بالمجلس الانتقالي جاءت مباشرة دون أن تحتمل أي تأويل، فالجنوب (ممثلاً في قادته) منخرطٌ في أطر الحل السياسي إدراكاً منه لأهمية هذا التوجه وحرصاً على تجنب مزيد من الاشتباك.
لكن في الوقت نفسه، فإن الجنوب يؤكد استعداده التام لأي مواجهة عسكرية تشهد تصعيداً من قبل مليشيا الشرعية الإخوانية، وأنه لن يترك أرضه مسرحاً لإرهاب معسكر أهل الشر المدعوم من قطر وتركيا وإيران.