أزمة اليمن المستعصية.. حوثية وأممية وشرعية

السبت 14 سبتمبر 2019 19:00:37
testus -US

رأي المشهد العربي

خمس سنوات من الموت، من القتل والتعذيب، من التجويع والتهجير، مات الناس فيها أكثر من 100 مرة، صرخاتهم لم يُسمع أنينها، واستغاثتهم لم تلقَ قلوباً رحيمة.

بدأت الأزمة عندما أشعلت المليشيات الحوثية الانقلابية حربها العبثية في صيف 2014، عندما طمعت في السلطة فبررت لنفسها كل صنوف الاعتداء، وكبّدت ملايين الناس أبشع صنوف المعاناة، بين قتل وتجويع وتهجير وامراض وغيرها من رصاصات الموت البطيء.

هذا الموت الحوثي المروِّع التفت إليه العالم، لكنّه صمّ آذانه وأغلق عينيه، وبات الوسيط الذي يملك كل الإمكانيات لإيقاف كل هذا العبث، وهو الأمم المتحدة، متورطاً في المعاناة.

تخلت الأمم المتحدة عن دورها المفترض، ولم تتخذ ما يلزم من إجراءات لإيقاف هذا العبث، بل بحثت عن نصر سياسي بأي ثمن، حتى وإن كان الطرف الحوثي ينتهك بنود هذا النصر المزعوم، لكن العين الأممية كانت في اتجاه آخر، واختارت ذلك الصمت القاتل.

الطرف الثالث من أضلاع المثلث القاتل هو حكومة الشرعية، ذلك المعسكر الذي يدعي الحرب على الحوثيين وهو أبعد ما يكون عن ذلك.

ترك نظام "المؤقت" عبد ربه منصور هادي حكومته لأن يخترقها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي أصبح متحكماً في اتخاذ القرار، وبات ينفذ أجندته الحمقاء التي أطالت من أمد الحرب.

استراتيجية "إخوان الشرعية" كبدت الأزمة أعباء لا تقل عن تلك التي تسبّب فيها الحوثيون، فحزب الإصلاح حرَّف بوصلة الحرب وأزال الحرب على المليشيات من قاموسه بل انخرط معهم في تحالف بشع، صاغته كل صور الإرهاب الفتاك، كما صوّب عداءه ومؤامرته ضد الجنوب فقط، فسقط عنه القناع وافتضح أمره على الملأ.

إزاء كل هذا، لم يعد غائباً عن أحد أن انتشال ملايين المدنيين من براثن هذا الوضع المروِّع قائم على محاربة الأضلاع الثلاثة، وذلك عبر اتخاذ إجراءات رادعة ضد الحوثيين، وتطهير حكومة الشرعية من عبثها الإخواني الفتاك، وصولاً إلى استراتيجية أممية منضبطة تصنع حلاً سياسياً وتكون قادرة على إلزام كل الأطراف به.