أردوغان يؤكد حقيقة خيانة الشرعية للتحالف في اليمن

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 19:01:36
testus -US

رأي المشهد العربي

بالرغم من أن الشرعية لم تكن بحاجة إلى تصريحات إعلامية ليتأكد القاصي والداني من خيانة الشرعية للتحالف العربي، غير أن الحديث حينما ينطلق من أحد المعسكرات التي تتواجد وتتحالف معها، فإن ذلك يكون له مدلوله الخاص.

تصريحات الرئيس الإخواني التركي رجب طيب أردوغان بشأن المملكة العربية السعودية، ودفاعه عن إيران، يبرهن على أن الشرعية التي يسيطر عليها مليشيات الإصلاح أضحت في تحالف مباشر مع إيران من دون مواربة، وأن التعامل معها لابد أن يأتي في إطار أنها عدو رئيسي للشعب اليمني الذي حاول أردوغان أن يبرر إرهاب إيران ضده.

على مدار الأشهر والسنوات الماضية، عملت الشرعية على ما يمكن تسميته بالانتقال السلس من معسكر التحالف العربي الساعي لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية، إلى النقيض تماماً حيث الوجود في صف إيران وتطبيق خططها وسياساتها، وهو نفس الانتقال الذي أقدم عليه أردوغان وهو جزء من سياسية يرسمها التنظيم الدولي للإخوان.

سيطرة حزب الإصلاح الممول من قطر وتركيا على الشرعية جعلها أسيرة بيد توجهات التنظيم الدولي الذي يحركها كما يحرك أردوغان وتميم كيفما يشاء، وبدا أن تنظيم الإخوان وجد ضالته في التحالف مع إيران بعد أن أصابه الوهن وكشفته جميع الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب اليمني، وبالتالي فإنه ليس مستغرباً أن تؤيد الشرعية وأردوغان عاصفة الحزم، ثم ينقلبا عليها مثلما نرى أمام أعيينا حاليا.

تصريحات أردوغان التي برر فيها الهجمات الإرهابية الإيرانية على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، لا تنفصل عن موقف الشرعية الذي جاء مؤيداً بصمته عن الحادث الذي أستهدف المملكة العربية السعودية، فهي تدرك تماماً أن أي موقف معادي لإيران سيجعلها بلا سند بعد أن تيقن التحالف العربي من خيانتها، وبالتالي فإن خيانة الشرعية ستصبح أكثر وضوحاً خلال الأيام القادمة بعد أن أكد أردوغان عليها.

من المتوقع أن تذهب الشرعية لتنفيذ سياسية إيران عبر إفشال حوار جدة الحالي، واستمرار عملياتها الإرهابية التي تقوم بها مليشيات تابعة لها في الجنوب، وبالتأكيد سينعكس ذلك على مزيد من التعاون والتحالف بينها وبين المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وهو ما يكشف الحاجة إلى سرعة الاستغناء منها والبحث عن آليات جديدة لإنهاء الانقلاب الحوثي.

أمير الإرهاب أردوغان كشف جزءاً كبيراً من العلاقة بين التنظيمات الإرهابية في اليمن وبين إيران، بل بدا أنه يقوم بدور الوسيط بين تلك التنظيمات وبين طهران بالتعاون مع قطر، الأمر الذي يجعل مواجهة الإرهاب في اليمن جزء لا يتجزأ من الحرب ضد المليشيات الحوثية الإيرانية، وأن التعامل أمنياً واستخباراتياً لابد أن يبنى على هذا الأساس.