إيجابية الحوار وجاهزية الميدان.. الجنوب يردع عدوان إخوان الشرعية
في الوقت الذي أبدت فيه القيادة السياسية الجنوبية، لدعوة الحوار التي أطلقتها السعودية بشأن التوترات الأخيرة في الجنوب، عمدت حكومة الشرعية إلى إشعال الأوضاع عسكرياً وتغييب أطر الحل السياسي.
الأزمة بدأت بعدوان غاشم شنّته مليشيا الشرعية، المختَرقة من قبل حزب الإصلاح الإخواني، وقد مارست صنوفاً مختلفة من الجرائم الإرهابية.
في محاولة لضبط الأمور سريعاً، وجّهت المملكة العربية السعودية دعوات عاجلة لاجتماعات تعقد في مدينة جدة من أجل حل الأزمة عبر الحوار بين القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي من جانب، وحكومة الشرعية من جانب آخر.
عُلّقت الكثير من الآمال، على هذه الاجتماعات من أجل ضبط الأمور، إلا أنّ حكومة الشرعية الإخوانية انخرطت أكثر في "غيّها"، مُوجّهةً سهام عدوانها على الحوار "سياسياً وإعلامياً".
في المقابل، أظهر المجلس الانتقالي حنكة سياسية كبيرة عبر تفاعله الإيجابي مع هذه الدعوات، وانتقاله على الفور إلى مدينة جدة للانغناس في هذا الحراك.
محاولة "الإصلاح" المستميتة لإفشال هذه الجهود تفضح مؤامرات الحزب الإخواني ضد الجنوب، ورغبته في إشعال الأمور أكثر على الصعيد الميداني.
"الإصلاح" يعوّل على إفشال حوار جدة من أجل الاستمرار في عملياته العسكرية ضد الجنوب، إدراكاً منه أنّ تسوية سياسية للوضع الراهن سيتمخض عنها إحباط كامل للمؤامرة المتسترة بغطاء الشرعية.
ويُجمِع محللون أنه خيراً يفعل المجلس الانتقالي بشأن استعداده الدائم لردع أي تصعيد إخواني، في الوقت الذي يتفاعل فيه مع حوار جدة بإيجابية كبيرة.
وبين هذا وذاك، يمضي المجلس الانتقالي حاملاً على كاهله أحلام الشعب الجنوبي وتطلعاته نحو استرداد هويته واستعادة دولته عبر فك الارتباط مع الشمال.