البوصلة المُحرَّفة والمسار المشوّه.. كيف أجرمت مليشيا الإخوان في حق التحالف واليمين؟
خمس سنوات متواصلة ذاق فيها ملايين اليمنيين كل صنوف الموت، منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية الانقلابية حربها العبثية في صيف 2014.
لكن مسؤولية الوضع الإنساني المتأزم لا تتحملها فقط المليشيات الحوثية، وإن كانت تتحمَّل السبب الأكبر، إلا أنَّ المليشيات الإخوانية كانت هي الأخرى سببٌ رئيسٌ فيما آلت إليه الأحداث والتطورات من أوضاع شديدة المأساوية.
وعلى الرغم من الجهود المُقرب التي قدمها التحالف العربي منذ بدء عملياته في ربيع 2015، إلا أنّ حكومة الشرعية كانت تغرد خارج السرب، وأخذت تعزف ألحاناً دموية على أوتار الإرهاب.
حكومة الشرعية تركت نفسها أمام اختراق إخواني نفذه حزب الإصلاح بامتياز، تمكّن خلالها من أن ينخر في عظامها كسرطانٍ خبيث يتلاعب كما يشاء بجسد حكومي متهالك.
السيطرة الإخوانية أفرزت الكثير من الخطايا من قِبل حكومة الشرعية، ولعلّ الجرم الأكثر فداحةً هو تشويه بوصلة الحرب وتحريف مساره إلى الطريق غير الصحيح.
مليشيا الشرعية (المُخترقة إخوانياً) اتجهت بعيداً عن الميادين التي كان يُفترض أن يكون تركيزها منصبّاً عليها، إذ أوقفت الطريق نحو صنعاء لتمنح الحوثيين فرصةً لم تهدرها المليشيات وهي استمرار السيطرة على صنعاء وإطالة أمد الحرب إلى أكثر من اللازم.
في إطار مريب كهذا الذي حدث، دفع التحالف العربي الثمن باهظاً، وأصبح لزاماً عليه أن يُكمِل حرباً كان بإمكانه أن يحسمها سريعاً لولا الخيانات الإخوانية المتستّرة بغطاء الشرعية.
قاد هذا الوضع أيضاً إلى استمرار المليشيات الحوثية في عبثها الهائل، ودفع المدنيون ثمناً باهظاً أيضاً، ليتقاسم الانقلابيون والإخوان مسؤولية هذا الوضع المأساوي.
في المقابل، صبّت مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر جام عدائها ضد الجنوب، واستهدفت أرضه بمخططٍ تعاونت فيه مع تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، بغية إشاعة الفوضى ومحاولة نهب مقدراته.
ويُجمِع محللون بأنّ العدوان الذي شنّته المليشيات الإخوانية قد كشف النقاب أكثر عن مؤامراتها وفضح دورها الهائل في تحريف مسار الحرب على الحوثيين، وهو ما يبدو أن التحالف سيلتفت إليه جيداً فيما هو قادم.