الحوثي والإصلاح والإرهاب ثالثُهما
رأي المشهد العربي
انفلاتٌ كبيرٌ تمر به الأزمة اليمنية التي أتمت عامها الخامس دون أن تلوح في الأفق بوادر لحل سياسي.
تقاسمت المليشيات الحوثية مع حكومة الشرعية مسؤولية انهيار فادح للأوضاع، فمن جانب أقدم الانقلابيون على تصعيد العمليات العسكرية لا سيما في محافظة الحديدة التي كانت عنواناً لحل سياسي مأمول بعد توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018.
على جانب آخر، أزالت حكومة الشرعية مواجهة الحوثيين من أجندتها، وحرّفت المسار وشوهت البوصلة، وصبّت عداءها على الجنوب.
كما انخرط حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي في تقارب مروع مع الحوثيين وسلّمهم جبهات استراتيجية وجمّد جبهات أخرى مع الانقلابيين، ما تسبّب بشكل رئيس ومباشر في تأخير حسم التحالف العربي للحرب.
الإرهاب المشترك بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية المسيطرة على حكومة الشرعية تسبب في مضاعفة الأزمات على كافة الأصعدة سواء عسكرياً أو إنسانياً وحتى سياسياً.
ويشير هذا الواقع المأساوي إلى ضرورة لازمة في تغيير استراتيجية التحالف العربي في تعامله مع الوضع الراهن.
التحالف بات مطالباً من جهة على تكثيف العمليات النوعية ضد الحوثيين بغية قطع الذراع الإيراني بعدما تعرضت السعودية لهجوم نوعي إرهابي استهدف شركة أرامكو، هذا بغض النظر إن كانت المليشيات الحوثية هي من نفّذت هذا الهجوم النوعي من عدمه.
في الوقت نفسه، فإنّ التحالف عليه كذلك إصلاح "العوج" الذي أصاب حكومة الشرعية، وانتشالها من العبث الإخواني الحاد الذي أغرقها في بئر عميقة من الفشل.