خمس سنوات على الانقلاب.. الإصلاح دعامة سياسية لشرايين الحوثي المتقطعة
رأي المشهد العربي
مرت أمس السبت، الذكرى الخامسة للانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، لكن الواضح أن المليشيات التي كانت تسعى لبسط سيطرتها على جميع أنحاء البلاد، أضحت الآن بحاجة إلى من يجعلها قادرة على التنفس، واستعانت بمليشيات الإصلاح بجانب التنظيمات الإرهابية الأخرى لتكون عوناً وسنداً لها.
هناك العديد من المتغيرات التي مر بها اليمن من الانقلاب الحوثي حتى الآن، تلك المتغيرات جعلت من المليشيات الحوثية في أضعف حالاتها، في المقابل أضحى الانقلاب على الشرعية ليس فقط من تنفيذ وتخطيط العناصر الإيرانية، لكن هناك عناصر يمنية برداء قطري ممثلة في مليشيات الإصلاح أضحت حليفاً رئيسياً لها في ذلك الانقلاب، وأن إنهاء الانقلاب لا يعني فقط التخلص من أحد الحليفين وإنما الاثنين معاً.
أبزر تلك المتغيرات جاءت من الجنوب، ففي العام الأول للانقلاب الحوثي، كان هناك ثقة بأن العناصر الإيرانية ستقوم بالهيمنة على محافظات الجنوب كما الحال لغالبية محافظات الشمال، وأخذتها الحمية بعد أن ارسلت قواتها إلى العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب، لكنها لم تدرك أنها ستكون أمام مقاومة منظمة أنهت سيطرتها بسرعة فائقة، بل أنها أضحت عقدتها الأزلية التي لن تتخلص منها.
تطهير الجنوب بسواعد أبنائه كان أول عامل تفسخ المليشيات الحوثية، وأحدثت القوات المسلحة الجنوبية صدىً واسعاً في إيران، إذ أن خططها كانت تقوم على الهيمنة بشكل كلي على جميع المقدرات، وليس مجرد التواجد في صنعاء وعدد من محافظات الشمال، بل أن فشل المليشيات الحوثية في اختراق الجنوب أدى إلى اندلاع مشكلات وأزمات داخلية ظهرت بوادرها في صراع السلطة والنفوذ بين جناحي الانقلابين "المشاط" و"الحوثي".
بدا من الواضح أن العناصر الإيرانية أضحت غير قادرة بمفردها في أن يستمر انقلابها على السلطة، وبالتالي فإن الدعم جاء من قطر التي خانت التحالف العربي وتحالفت مع إيران نكاية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ووظفت ذراعها الممثل في مليشيات الإصلاح الإخوانية لأن يقوم بدور الدعامة السياسية للعناصر الانقلابية بما يجعلها قادرة على العيش والتنفس.
لا يمكن الفصل بين الحملة المسعورة من قبل الإصلاح الإرهابي على الجنوب وبين تحالفه القوي مع المليشيات الإيرانية، وكشفت الهجمات المتزامنة على الضالع من قبل الحوثي وشبوة وأبين من قبل الإصلاح على أن الهدف إرباك جبهة الجنوب وإعادة اسقاطها من جديد بما يقوي شوكة الانقلاب ليستطيع أن يعيش أطول فترة ممكنة وبالتالي زيادة أمد الحرب.
قوة الجنوب الحالية بالإضافة إلى أدراك التحالف العربي الساعي بالأساس لإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية، هي من تضمن إنهاك الترابط الحوثي الإصلاحي ليكون الطرفين كلاً بمفرده يبحث عن لملمة شتاته بعد أن تعرضا لهزائم عديدة على يد القوات المسلحة الجنوبية التي لا تشكل حصناً منيعاً لحماية الجنوب فقط، لكنها أيضاً تعد أهم أدوات إنهاء الانقلاب الحوثي في أسرع فترة ممكنة.