مباحثات جنوبية - أممية.. 4 رسائل تضع النقاط على الحروف
"إرهاب الشرعية، مقاومة الجنوب، جهود التحالف، أهمية الحوار".. رسائل أربع وجهها رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد سعيد بن بريك، خلال لقائه معه ماساكي واتانابي، نائب مدير الشؤون السياسية بمكتب المبعوث الأممي مارتن جريفيث.
"بن بريك" قال إنّ الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة عدن ومحافظتا أبين وشبوة كشفت أن عناصر إرهابية مطلوبة للإنتربول الدولي تعمل تحت غطاء حكومة الشرعية.
وأشاد بالجهود التي قامت بها القوات المسلحة الحنوبية في محاربة قوى الإرهاب وتصفية الأوكار والبؤر الإرهابية للقضاء عليها، كونها تشكل امتداداً لقاعدة جزيرة العرب وداعش بشكل عام.
اللقاء تطرّق كذلك إلى الأوضاع والتطورات الأخيرة في العاصمة عدن والجنوب بشكل عام، والخطوات الراهنة في مسار العملية السياسية، وخاصة مشاورات جدة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية الشقيقة بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية.
في هذا الإطار تحديداً، تحدث بن بريك عن تفاعل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وتلبيته لدعوة المملكة العربية السعودية للحوار ومعالجة الأزمة والتزامه بدعوات التهدئة ووقف العمليات العسكرية والميداني.
تفاعل القيادة السياسية إيجابياً مع الحوار جاء على الرغم من الخروقات المتكررة لدعوات التهدئة والتصعيد الذي تقوم به مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر المنضوية تحت لواء حكومة الشرعية
تحدّث "بن بريك" أيضاً عن الشراكة بين المجلس الانتقالي والتحالف العربي في محاربة المد الإيراني وذراعه الحوثية ضمن جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره.
في المقابل، شدّد المسؤول الأممي على أهمية الحوار الذي ترعاه المملكة، مؤكداً أنه يحمل أهمية للمفاوضات بالإضافة إلى حماية المواطنين من مخاطر التصعيد.
وأعرب ماساكي عن مباركة ودعم الأمم المتحدة للحوار في جدة، وأهمية الوصول إلى نتائج إيجابية من خلاله، بالإضافة إلى دعم كل الجهود الرامية إلى استمرار عمل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتقديم خدماتها في كافة مجالاتها وتطبيع الحياة وعدم المساس بالخدمات المرتبطة بحياة المدنيين او محاولات تعطيلها والعمل وفق المعايير الدولية.
يحمل هذا اللقاء الكثير من الدلالات، لعل أبرزها يندرج ضمن تحركات القيادة السياسية الجنوبية أمام المجتمع الدولي لتوضيح الصورة كاملةً، ونقل حقيقة الأوضاع التي تجري على الأرض.
كما أنّ الرسائل التي نقلها "بن بريك" للمسؤول الأممي تحمل معاني واضحة لا تقبل التأويل الخاطئ، مفادها حرص الجنوب على حوار جدة باعتبار أنّ المفاوضات هي السبيل إلى حل أي أمور متعثرة.
كما أن المجلس الانتقالي - من خلال هذه التحركات - يضع المجتمع الدولي أمام حقيقة الأمور، ويفضح الإرهاب الذي تؤويه حكومة الشرعية، والذي تجلى في أبشع صوره في عدوانها الأخير على الجنوب، والذي تحالفت خلاله مع تنظيمات إرهابية تجمعها روابط بمليشيا حزب الإصلاح الإخواني وهي داعش والقاعدة.
كما تحمل هذه التحركات الدبلوماسية كذلك تأكيداً بأنّ المجلس الانتقالي ليس حزباً سياسياً له مطامع في سلطة أو يطلب قادته مناصب، لكنه كيان شامل يحمل على عاتقه مهمة استرداد وطن وهوية لشعب الجنوب.