مُعذِّب الفتيات يعود من جديد.. قيادي حوثي يفتك بسجين (القصة الكاملة)
في الدول النظامية، تعتبر مهمة السجون تهذيب وإصلاح من أجرم في حق نفسه وأذنب ضد المجتمع، لكن سجون المليشيات تمثل سجونها مقاصل ترفع شعار الموت البطئ.
الحوثيون هم إحدى هذه المليشيات التي تتخذ من السجون أوكارًا ليس فقط لإخفاء معارضيها بل أيضًا سرقة حق الحياة منهم عبر تعذيب قاتل مميت.
وبين حينٍ وآخر تتكشّف معلوماتٌ عن سقوط قتيل أو أكثر جرّاء تعذيب أحد المختطفين لديها، فيما تصدر العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بيانات استنكار وإدانة، بينما يكتفي المجتمع الدولي بصمتٍ يُقال إنّه لا يقل جُرمًا ولا فداحة.
في أحدث جريمة حوثية في هذا الصدد، قُتل أحد السجناء في سجن البحث الجنائي بمحافظة صنعاء التابع للمليشيات الحوثية تحت التعذيب الشديد والوحشي من قبل قيادي حوثي.
معلومات متداولة قالت إنّ مدير البحث الجنائي بمحافظة صنعاء "أبوعمار طامش"، أشرف مباشرة على تعذيب السجين أكرم الشويع بشكل وحشي حتى الموت.
عناصر المليشيات كانت قد أودعت المجني عليه "الشويع" سجن البحث الجنائي بصنعاء بناءً على توجيهات المدعو سلطان زابن مدير عام البحث الجنائي، المُعين من قبل المليشيا.
المليشيات الحوثية بإشراف سلطان زابن - وفقًا للمعلومات المتداولة - تحاول التكتم على الموضوع وعدم خروجه للرأي العام، خاصة وأن زابن سبق له الضلوع في قضيه احتجاز فتيات في سجون غير رسمية وتعذيبهن.
وضمن محاولات إخفاء الجريمة، قام زابن بتلفيق التهم لبعض الضباط الصغار وسحب القضية إلى مكتبه في محاولة لإجبار أسرة الضحية على التنازل باعتبار ذلك حالة انتحار.
وفي الفترة من سبتمبر 2014 إلى ديسمبر 2018، قامت المليشيات الحوثية باعتقال 16 ألفًا و565 مدنيًّا، بينهم 368 طفلًا و98 امرأة و385 مسنة.
تقارير حقوقية كشفت أنّ مليشيا الحوثي نفّذت اعتقالات تعسُّفية طالت العديد من السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحفيين والإعلاميين والنساء والأطفال، لأسباب سياسية وطائفية ودينية ومناطقية.
وسبق أن كشفت رابطة أمهات المختطفين عن وفاة ما يزيد على 120 معتقلاً تحت التعذيب في سجون الحوثي، كما أكد تقرير حقوقي رسمي وفاة 24 معتقلاً قال إنهم قضوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين منذ يناير 2018 حتى 25 يوليو 2019.
ويقول حقوقيون إنّ ممارسات مليشيا الحوثي من خطف وسجن وتعذيب تمثّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق والقوانين الدولية وتحدي المجتمع الدولي.
ويتم اختطاف الشخص دون مسوغ قانوني، وسجنه دون محاكمة وتعذيبه، كما تمنع المليشيات الحوثية أهالي المختطف من الزيارة.
وترتكب المليشيات كثيرًا من الجرائم ضد المختطفين الذين تزج بهم في السجون، حيث يتبع الانقلابيون أساليب ممنهجة في التعذيب، وقدّرت أعداد المتوفين بالعشرات، ويتم احتجاز جثثهم ثم مساومة الأهالي على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل حصولهم على جثامين ذويهم.
كما تعج السجون الحوثية بالعديد من السيدات، وتقدّر مصادر حقوقية أنّ عدد المختطفات والمعتقلات في سجون المليشيات يبلغ أكثر من 180 امرأة، في حين يقدر عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب بـ55 امرأة ممن اعتقلن وأفرج عنهن، وما يزال نحو 120 امرأة يقبعن في سجون الحوثي ويتعرضن منذ أشهر للتعذيب والاستغلال.
وكانت رابطة أمهات المختطفين قد أعلنت أنّ 1442 شخصًا اختطفوا في مناطق سيطرة الانقلابيين، بينهم 114 امرأة، خلال العام 2018، وجاءت صنعاء بالمرتبة الأولى بـ401 حالة اختطاف بينها 109 نساء، تليها الحديدة بـ190 حالة، منها اختطاف امرأتين.
وتضمّن التقرير إحصائيات لانتهاكات مليشيا الحوثي العام الماضي بحق المئات من المختطفين والمخفيين قسرًا داخل السجون وأماكن الاحتجاز، وأشار إلى بروز ظاهرة الاختطافات الجماعية خلال تلك الفترة، حيث رصدت الرابطة 33 حملة اختطاف واعتقال جماعية.