قنبلة سياسية.. كيف اعترفت داخلية الميسري بإرهاب الشرعية؟
لم تكن مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، تدرك وهي تشن عدوانها الأخير على الجنوب متسترة بغطاء الشرعية، أنّ جرائمها ستكون بمثابة قنبلة "شديدة التفخيخ" تنفجر في وجهها وتُسقِطها رأسًا على عقب.
النقطة المضيئة في العدوان الإخواني الأخير، إلى جانب تسطير القوات الجنوبية بطولات خالدة ستظل عالقةً في الأذهان إلى أبد الآبدين، هو افتضاح أمر حكومة الشرعية ودعمها للإرهاب بل واعتمادها على تنظيمات إرهابية في أعمالها العدوانية.
الباحث السياسي الجنوبي صلاح بن لغبر فنّد في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، كيف أصبحت حكومة الشرعية معسكرات إرهابية تأوي مختلف التنظيمات المتطرفة، والتي اعتمدت عليها في عدوانها الأخير.
"بن لغبر" استدلّ على إرهاب مليشيا الشرعية في عدوانها الأخير على شبوة وأبين وعدن واستعانتها بتنظيمات إرهابية وبشكل معلن، في وجود قيادي بارز بتنظيم القاعدة، على رأس القوات المهاجمة وهو الخضر جديب.
الخضر جريب، بحسب "بن لغبر"، هو شخص معروف بأنّه قيادي ارهابي، وتمّ تعيينه قبل نحو عامين قائدًا لحراسة وزير الداخلية أحمد الميسري، وأوكلت له من جانب الوزير، مهمة إعداد القوات وتسليحها تمهيدًا للعدوان على الجنوب ومحاولة السيطرة عليه.
وأضاف السياسي الجنوبي: "كانت مهمته أيضًا توزيع الأموال وشراء الذمم، ليصبح الرجل الأول في الوزارة، واعترفت وزارة الداخلية بأنّه أحد كوادر التنظيمات الإرهابية، والتي أسمتها جهادية مستخدمة المصطلح أكثر من مرة في بيان صادر عن النقيب وضاح سالم فارع، الناطق الرسمي باسم الوزارة في صفحته على فيسبوك".
وتابع: "البيان الصادر عن الداخلية اليمنية، ذكر بكل وضوح، أنّ جديب ترك التنظيمات الجهادية عام 2008 مع أنَّ الجميع يعلم أنّ الرجل قاد عناصر القاعدة أثناء هجومها على مديريات المنطقة الوسطى في أبين عام 2012، وقتل أكثر من 300 مواطن ورجل أمن، والبيان لايزال موجودًا في صفحة الناطق الإعلامي، الذي هدد في نفس البيان بمحاكمتي لأنني كشفت هذا الأمر".
إرهاب مليشيا إخوان الشرعية فُضِح أمره كثيرًا في الفترة الأخيرة، واللافت أنّ هذا الدور المشبوه قد بدأ يلفت أنظار المجتمع الدولي أكثر من أي وقتٍ مضى، فمؤخرًا طلبت الإدارة الأمريكية توضيحات من حكومة الشرعية حول مشاركة عناصر إرهابية بحزب الإصلاح، ضمن قوات الحكومة.
واشنطن طلبت توضيحات بشكلٍ خاص عن لؤي الزامكي و٧٦ آخرين من عناصر القاعدة وداعش إلى جانبها في الحرب الدائرة حاليًّا.
هذه الخطوة الأمريكية جاءت تحديدًا بعد "تسريب" تقرير سري للمركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب، اتهم حزب الإصلاح، بأنَّه حوَّل الشرعية إلى أوكارٍ للجماعات الإرهابية.
التقرير أكّد أنَّ المعسكرات التابعة للحكومة الشرعية تحوّلت إلى معسكرات إرهابية من الخطير الصمت إزائها أو التغاضي عنها، وأنّ هذه المعسكرات تمّت فيها شرعنة الإرهاب وإظهاره بالمظهر الرسمي الحكومي.
"الإصلاح"، بحسب التقرير الأمريكي، مكَّن التنظيمات الإرهابية من العمل بحرية وتنفيذ هجماتها، واستدلّ على ذلك بالهجمات الإرهابية التي استهدفت الجنوب يوم الخميس الماضي، والتي لعب الحزب الإخواني الإرهابي دوراً رئيسياً في ارتكابها.
في هذا السياق، يرى مدير المركز نيكولاس راسموسين أنّ استمرار "الشرعية" في عدن سيُمكِّن الإرهاب من التوسُّع والنفوذ الذي قد يقترب من السواحل، وتعقد هذه الجماعات صفقات وتحالفات مع إيران لزعزعة أمن الملاحة الدولية وتهديد مصالح العالم هناك.