صفعةٌ أشعلت بركان غضب.. مَدرسَة تنقلب على الحوثيين؟ (ما القصة؟)
"صفعةٌ قوية نزلت على وجه طالبة، فاشتعل الحراك وانفجر الغضب".. ملخصٌ ما جرى في مدرسة كبيرة بصنعاء، هبّت عليها عاصفة احتجاج، من حناجر ذاقت الحنظل من جرائم دأبت على ارتكابها مليشيا الحوثي الانقلابية.
الواقعة بدأت باحتجاج عدد من طالبات مدرسة بلقيس الثانوية، إحدى أكبر المدارس الحكومية في صنعاء، على تعيين مديرة ووكيلة للمدرسة مواليتين لمليشيا الحوثي.
الطالبات هتفن للمطالبة بإعادة مديرة المدرسة فايزة الصيادي التي أقصتها وزارة التربية والتعليم في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، من وظيفتها، دون مسوغ قانوني.
المديرة الجديدة للمدرسة تدعى أمة الكريم المتوكل، وقد صفعت طالبة على وجهها على خلفية مطالبتها بإعادة المديرة المبعدة، فاحتشت مئات الطالبات في ساحة المدرسة ورددن هتافات مناوئة للمديرة الحوثية، قبل أن يتحركن في التظاهرة إلى الشارع المحاذي لبوابة المدرسة.
احتشاد الطالبات ضد الحوثيين يُعبِّر عن حالة غضب هائلة تراكمت عبر سنوات، من الممارسات التي ترتكبها المليشيات الحوثية وتستهدف من خلالها قطاع التعليم.
ومؤخرًا، كشفت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن أنّ نحو مليوني طفل لا يتلقون التعليم، وأنّ أكثر من ألفي مدرسة مدمرة بشكل كلي وجزئي جرّاء الحرب الدائرة.
وشدّدت على ضرورة توفير الأسباب التي تدفع الأطفال للدراسة، وذلك للحد من مخاطر التجنيد والعمالة وكذلك الحد من تزويجهم في سن مبكرة، وقالت إنّ الهجمات والغارات الجوية على المدارس والمرافق التعليمية تسبَّبت في تضرُّر نحو ألفي مدرسة استخدمت كمراكز لإيواء النازحين، ونحو عشرة آلاف مدرسة في جميع أنحاء اليمن تأثرت بشكل حاد؛ بسبب الدمار وانقطاع رواتب المعلمين.
كما أنّ نحو 51% من المعلمين توقفت رواتبهم منذ أكتوبر 2016، بالإضافة إلى تهجير العديد من المعلمين الذين اضطروا للبحث عن فرص أخرى لتغطية نفقاتهم واحتياجاتهم الأساسية، وفق البعثة الأوروبية.
شهادة بعثة الاتحاد الأوروبي تنضم إلى عديد التقارير الدولية والإقليمية والمحلية أيضًا التي كشفت عن هول المأساة في قطاع التعليم باليمن جرَّاء استهدافه من قِبل المليشيات الحوثية.
وفي حقبة المليشيات الحوثية، تحوَّلت المدارس إلى ثكنات لتخزين الأسلحة أو مواقع لتجنيد صغار السن أو سجون سرية للناشطين والمعارضين ، كما أضحت فرق الإسعاف والمنشآت الطبية هدفاً للأعمال القمعية التي ينفذها الجهاز الأمني الداخلي المعروف باسم الأمن الوقائي.
وتضرر القطاع التعليمي بشكل كبير، إذ تم اسـتهداف القطـاع بضربات دمرت الكثير من المدارس، كما تم تحويل الكثير منها إلى ثكنات أو مخازن للأسـلحة، وسـجون للاعتقالات الواسعة التي تشـنها المليشيات، قبل أن تفـرض أخيراً إتاوات ومبالغ مالية كبيرة على الطلاب، ما تسبّب في إغـلاق الكثير منهـا لعدم مقدرتهم على الدفع.
ومع تحويل المدارس الكبيرة معسكرات لتجنيد الصغار وغسل أدمغتهم بأفكار ومعتقدات طائفية لتعويض النقص الكبير في المقاتلين بعد عزوف الكثير من القبائل عن إرسال أبنائها إلى الجبهات، إذ أدى حرمان الأطفـال مــن التعليــم في المناطــق غير المحــررة إلى الدفع بهم في الصراع بدلاً مـن التعليـم، وذهب البعض للبحث عن عمل لإعالة أسرهم بسبب وقف الرواتب وانتشار الفقر كنتيجة للحرب التي سبّبتها المليشيات.