أكاذيب المشاط وتصعيد الحديدة.. مليشياتٌ تعزف على أوتار الدم
في الوقت الذي عزف فيه رئيس ما يسمى المجلس السياسي مهدي المشاط على أوتار الكذب والتضليل مدعيًّا حرصهم على السلام، كانت المليشيات الحوثية الانقلابية تمارس ما هو معروفٌ عنها من انتهاكات تخرق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
المليشيات المدعومة من إيران تواصل خروقاتها اليومية للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، من خلال القصف المستمر بمختلف الأسلحة على الأحياء السكنية وعدد من القرى المأهولة بالسكان بالمحافظة.
واستهدفت مليشيا الحوثي مواقع متفرقة تابعة للقوات المشتركة في مدينة التحيتا جنوب الحديدة باستخدام عددٍ من الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية، حيث بدأ القصف في الصباح بمدفعية الهاون الثقيل من عيار 120 وبمدفعية الهاوزر، ثم استهداف مكثف بالأسلحة الثقيلة (م.ط) من عيار 23 وبالأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.5 وسلاح 12.7 وبقذائف RBG، وأطلقت النار صوب المواقع من الأسلحة القناصة وسلاح الدوشكا وسلاح البرجنيف.
ومنذ التوصُّل إلى اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، لم تتوقّف المليشيات الحوثية عن ارتكاب كافة صنوف الخروقات التي أجهضت الاتفاق وأفشلت فرص إحلال السلام.
في الوقت نفسه، تُجيد المليشيات الموالية لإيران والمدعومة منها استخدام لغة التضليل بشكل كبير، عندما زعم المشاط في كلمة تلفزيونية، بثّتها وسائل إعلام حوثية مساء الأربعاء، أنّ الحوثيين يتحركون في طريق إحلال السلام، وهي كذبة مفضوحة ترد عليها عديد الجرائم التي ارتُكِبت على مدار السنوات المتتالية، بالإضافة إلى التحشيد العسكري في مناطق مختلفة.
ويمكن تفسير رسائل السلام "الكاذبة" الصادرة عن الحوثيين بأنّها تُعبِّر عن قلق المليشيات من ردود الفعل الإقليمية والدولية على الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملي شركة أرامكو السعوية مؤخرًا، الذي فاحت منه رائحة إيران وتبنته مليشيا الحوثي الانقلابية، وسط توقعات بأن يكون هذا الرد مزلزلًا للأذرع الإيرانية في المنطقة، وعلى رأسها المليشيات الحوثية.
وأمس الأربعاء، صرّح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير بأنَّ المملكة تجري مشاورات مع أصدقائها وحلفائها بخصوص الخطوات التالية بعد الهجوم.
وأضاف: "هناك إجماع على عدم القبول بسلوك إيران وعدم قبول ما حدث وعلى ضرورة امتثال إيران للقانون الدولي".
تثير هذه التصريحات، توقعات بأنّ تصعيدًا محتملًا ربما تشهده الأيام المقبلة، لا سيّما في ظل الإصرار الإيراني على تكثيف الدعم المُقدّم للمليشيات الحوثية في المرحلة المقبلة؛ إدراكًا من طهران بأنّ تكثيف العمليات النوعية ضد الانقلابيين على النحو الذي يستأصل هذا السرطان الخبيث سيُفقدها أحد أهم أذرعها الإرهابية في المنطقة.