الحوثيون ومنظمات المجتمع المدني.. إرهابٌ يطارد رقابة
لا تراعي المليشيات الحوثية حرمة مال ولا خصوصية منزل ولا مقر، وأصبحت تجيد ممارسة إرهاب مصبوغ بلون التخويف والترهيب دون وازع من إنسانية أو ضمير.
المليشيات أضافت جريمةً أخرى إلى سلسلة إرهابها الطويلة التي تستهدف التضييق على منظمات المجتمع المدني، حيث اقتحمت مساء الأربعاء، مقر جمعية كنعان لفلسطين في شارع الخمسين بصنعاء، وذلك للمرة الثانية بعدما كانت قد اقتحمتها في مطلع شهر سبتمبر الجاري، وأقدمت على نهب محتوياتها المتمثلة في كشوف المستفيدين ووثائق ومساعدات إنسانية وأثاث مكتبي وأجهزة ومعدات وصادرتها.
ومن بين الأهداف التي وضعتها المليشيات الحوثية على أجندتها، تأتي منظمات المجتمع المدني التي يقوم الانقلابيون بالتعرُّض إليها بغية التضييق على أعمالها وسرقة المخصصات المالية التابعة لها، في جريمة تعكس إرهابًا مفضوحًا تمارسه المليشيات ليل نهار.
وسبق أن أصدرت مليشيا الحوثي توجيهات تقضي بعدم الترخيص أو التجديد لأيٍ من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والجمعيات والنقابات وغيرها، بحسب وثيقة مسربة عن الانقلابيين.
وتضمّنت الوثيقة، التي سُرِّبت قبل أشهر، أنّ توجيهات ما يُعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى"، تقضي بعدم منح أي ترخيص أو التجديد لأي تكوينات (منظمات، مؤسسات، جمعيات، ائتلافات، اتحادات نقابات، وغيرها)، مع رفع الحالات الطارئة في تقارير شهرية.
وفي 2016، أصدرت المليشيات الحوثية توجيهًا طلبت فيه من كل المنظمات المحلية الحصول على موافقة قبل إبرام أي اتفاقات مع منظمات عالمية، أو إقرار أي أنشطة مع تلك الهيئات.
ونصّ هذا التوجيه على أن تندرج كل النشاطات المنفذة مع جمعيات عالمية غير حكومية أو بتمويل دولي، ضمن خطط برامج وزارة التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الحوثيين(غير المعترف بها).
الإجراءات الحوثية القمعية في هذا الصدد تضاهي سياسات إيرانية التي تعتبر حاضنة المليشيات الإرهابية، فبعدما ظهرت احتجاجات 2011 في بعض الدول العربية، طالبت بعض منظمات المجتمع المدني بحرية الراي في إيران، فأصدر البرلمان هناك على الفور، موادًا قانونية للحد من نشاط منظمات المجتمع المدني وأنشأ لجنة عليا للإشراف على نشاط المجتمع المدني وأغلق عدة منظمات.
ويمكن القول إنّ لا يمكن أن يكون هناك انسجام بين منظمات المجتمع المدني والحوثيين، ويرجع ذلك إلى أنّ المنظمات ستقوم بفضح الجرائم التي ترتكبها الميليشيا وستقوم بتوثيقها، وهو ما يعني أنّ الانقلابيين يقومون دائمًا باستهدافها.