بعد انكشاف خيانتهم.. شتات الشرعية بين مسقط واسطنبول والدوحة
رأي المشهد العربي
شهدت الأيام الماضية تغييراً ديموغرافياً في مراكز تكتل أعضاء الشرعية والمنتميين بالأساس إلى مليشيات الإصلاح، بعد أن ضاقت الرياض بهم في أعقاب كشف المملكة العربية السعودية خيانتهم التي ظهرت في حوارات جدة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، إذ بدا واضحاً إن الشرعية مصممة على إفشال تلك الحوارات وتسعى للانفراد بالسلطة بمفردها تنفيذاً لمخططات قطرية إيرانية.
مغادرة أو بالأصح طرد كلاً من أحمد الميسري وزير داخلية الشرعية، وصالح الجبواني وزير النقل وعبد العزيز جباري مستشار الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، من العاصمة السعودية الرياض كان مقدمة لشتات الشرعية التي أضحت غير موجودة بالأساس وتعاني تفتيتاً بين العواصم الداعمة لها والتي كانت تسعى لأن تكون خنجر في ظهر التحالف العربي الذي قدم إليها كل الدعم.
وبدا واضحا ً أن العاصمة العمانية مسقط ومدينة اسطنبول التركية، والدوحة هي بدائل مناسبة للعديد من عناصر الإصلاح والذين يشكلون النواة الأساسية للشرعية، تحديداً بعد أن عمل الحزب على تنشيط أذرعه الموجودة في تلك المناطق كأحد أدوات الضغط على التحالف العربي، غير أن الأمر انقلب عليهم وأضحت المملكة العربية السعودية أكثر حسماً في التعامل مع مثل هذه العناصر وهو ما حول تلك البلدان إلى مأوى جديد بالنسبة إليهم.
التحركات الأخيرة في صفوف قيادات الشرعية جاءت في أعقاب دفع الإصلاح بناشطيه وإعلامييه للمغادرة إلى عواصم عربية واوروبية بغرض تشكيل جماعات ضغط وتنفيذ أنشطة احتجاجية بتمويل قطري، ظهرت أولى نتائجها في الشهر الماضي من خلال تنظيم عناصر الإخوان في دول أوروبية وتركيا والولايات المتحدة لوقفات احتجاجية مناهضة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أن شتات الشرعية جاء في أعقاب الهجوم الإعلامي الذي مارسه أعضاء بارزين فيها ضد المملكة العربية السعودية بعد أن كانت توجّه كل حملاتها الإعلامية نحو دولة الإمارات وكان ذلك لتحوّل كبير طرأ على موقف الإصلاح قبل أن يتملص من الحوارات التي دعت إليها كلاً من السعودية ودولة الإمارات وإلى المجلس الانتقالي لإنهاء الأزمة في الجنوب.
تواجد الشرعية في مسقط هدفه، استمرار الحوار السري مع المليشيات الحوثية، كما أن تلك القيادات أضحت مدعومة من إيران والتي ترعى ذلك الحوار متسترة، ويترأس وفد الشرعية في تلك المفاوضات كلاً من وزيري الداخلية والنقل في حكومة الشرعية بالإضافة إلى عبد العزيز الجباري مستشار هادي.
ويحظى الحوار بمشاركة مسؤولين قطريين وإيرانيين يعملون على تقريب وجهات النظر بين الحوثي والشرعية بهدف الخروج بتكتل سياسي يمني مناهض للتحالف العربي لدعم الشرعية، فيما أشارت صحيفة "العرب" اللندنية إلى أن الدوحة ومسقط يعملان على توسيع دائرة الحوار والمشاركين فيه من خلال دعوة قيادات في حزب المؤتمر وأخرى من حزب الإصلاح مثل الشيخ الإخواني حمود المخلافي المقيم بتركيا.