وفاة ديما تفتح نزيف الكوليرا الحاد.. مليشياتٌ تنشر المرض وتسرق أدويته
أعادت وفاة طفلة لم تتجاوز أربع سنوات بسبب مرض الكوليرا، الحديث عن تفشي هذا المرض الفتاك جرّاء الإهمال الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
مركز المقاطن الصحي في مديرية ريف إب، شهد وفاة الطفلة ديما ماجد قاسم قايد (4 سنوات) وإصابة كل أفراد أسرتها بالعدوى، فيما قال مصدر طبي إنَّ الوباء كان سريعًا جدًا في الفتك بالطفلة.
وأصيبت الطفلة بأعراض المرض ولمدة أربع ساعات فقط كانت قد فارقت الحياة ونقلت العدوى إلى أفراد أسرتها، وذلك بالتزامن مع موجه جديدة من انتشار الوباء في المحافظة.
وكشفت مصادر طبية عن انتشار الوباء انتشر في عددٍ من مديريات المحافظة بالتزامن مع الأمطار الموسمية والسيول الناجمة عنها.
وتأتي "إب" في صدارة المحافظات من حيث معدلات الإصابة والوفاة بوباء الكوليرا وأوبئة أخرى اجتاحت المحافظة الخاضعة لسطات الحوثيين، في ظل انهيار كامل للمنظومة الصحية ونهب الحوثيين للمساعدات الطبية.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بالتسبّب في مثل هذه الأمراض الفتّاكة، بل أكلمت جريمتها بالعمل بالعمل على عرقلة جهود منظمة "يونيسيف" التابعة للأمم المتحدة والرامية لمكافحة وباء الكوليرا في مختلف مناطق سيطرة المليشيات الموالية لإيران.
وفي وقتٍ سابق من سبتمبر الجاري، كشفت مصادر طبية محلية في صنعاء أنَّ قيادات حوثية أوقفت عمل فريق الاستجابة الخاصة بمكافحة الكوليرا التابع للمنظمة أثناء تأدية مهامه الإنسانية في مكتب فرع مياه الريف.
وقالت المصادر إنّ عمليات ابتزاز كبيرة تعرض لها الفريق من أجل السماح له باستكمال أنشطته الخاصة بالتصدي للوباء.
وتستغل قيادات حوثية نفوذها بالضغط على بعض العاملين في فريق الاستجابة لتسيير معاملات غير قانونية وتمريرها دون محاسبة وكذلك إجبارهم على تسليم مبالغ مالية وإقصاء موظفين وتعيين آخرين موالين لهم في إطار الفريق.
في المقابل، فإنّ هناك تجاهلاً كبيرًا من قِبل منظمة "يونيسيف" تجاه التجاوزات والخروقات التي تمارسها المليشيات بحق الجهود الإنسانية والصحية التي تنفذها في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، فضلًا عن تلاعب كبير تمارسه القيادات الحوثية في صنعاء بحق المشروعات الممولة من المنظمات الأممية.