مطاريد إخوانية في مهام إرهابية.. حمود المخلافي نموذجًا
"حمود المخلافي".. ذراع إخوانية تطل برأسها بين حينٍ وآخر، تروّج إرهابًا مفضوحًا لحزب الإصلاح (ذراع الجماعة الإرهابية في اليمن)، لا شكّ أنّ سينقلب في وجهها.
يُعرف عن المخلافي عمله الدؤوب على دعم مليشيا الحوثي، ويصدر بين حينٍ وآخر قرارات من شأنها أن تخدم الانقلابيين، لا سيّما فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الجارية على الأرض.
في سبتمبر الجاري، وجّه المخلافي دعوةً مشبوهةً للمسلحين الذين ضمّهم "الإصلاح" ضمن ما يسميه الحزب "الجيش الوطني" لخدمة مصالحه قبل أي شيء، الموجودين عند الحد الجنوبي للسعودية، حيث دعاهم للعودة إلى تعز بشكل سريع وعاجل للعودة لما سمّاها ميادين الشرف في محافظة تعز.
دعوة المخلافي المتعجلة، أكّد مراقبون أنّها تهدف في المقام الأول إلى تخفيف الضغط على مليشيا الحوثي في معقلها، والتوجّه لإقامة ما يسمونها "دولة الخلافة" في تعز على غرار مأرب، وذلك بعد فشل المليشيات الإخوانية بقيادة الإرهابي علي محسن الأحمر في احتلال الجنوب.
اللافت أنّ دعوة حمود المخلافي، تزامنت معها مذكرة صدرت عن قيادة محور تعز الإخوانية عدد من ألوية "الجيش" التابعة للمحور بسحب أطقمها القتالية من مدينة التربة إلى مقراتها تنفيذًا لتوجيهات وزارة الدفاع في حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة الإخوان، في محاولة لتفادي عودة التوتر في المدينة واستجابة لمسيرات حاشدة من أبناء المديرية خرجت أمس منددة بوجود تلك القوات.
والخطوة كشفت مؤامرة الإخوان في تعز عبر قيادة المحور، التي تمثلت في استقدام 5 ألوية من مناطق المواجهات مع الحوثيين، بهدف التحرك جنوبًا، وبعد الانتكاسة في الجنوب عادت للمرابطة في المناطق التابعة للواء 35 مدرع المناوئ للإخوان، وكان يتم التخطيط للاشتباك معه وفرض سلطة الإخوان في التربة، وهي اللواء 22 ميكا ومهمته الأساسية تحرير شمال المسراخ سفوح جبل صبر وشرق مدينة تعز حتى الحوبان، واللواء 170 دفاع جوي، ومهمته تحرير شمال مدينة تعز حتى مطار الجند، واللواء 17 مشاة، ومهمته تحرير شمال غرب وغرب المدينة، واللواء 145 تابع للمحور ومهمته تحرير تبة الدفاع والمناطق التي تحيط بها، واللواء الرابع مشاة جبلي، ومنطقته العسكرية طور الباحة، واللواء 35 مدرع ومناطقه العسكرية هي الحجرية التربة، الأحكوم،الصلو، المسراخ، الكدحة، وقواته تتواجد بمواقعها منذ أربع سنوات.
بالعودة إلى المخلافي، فإنّ هذا العنصر الإخواني (المُقيم في تركيا) دائمًا ما تثير مواقفه الكثير من الجدل، فقبل ثلاث سنوات قال إنّهم بعدما يتمكّنون من تحرير مدينة تعز سيتحركون إلى تحرير إب، لكن لم يحدث شيء، لا هذا ولا ذاك، وظلّت المنطقتان كما كثيرًا غيرها، تدفعان الثمن باهظًا جرّاء عبث "الإصلاح".
المخلافي نفسه لم يحرِّر تعز ولم يتوجّه إلى إب، لكنّ القيادي الإخواني عرف الطريق جيداً إلى مدينة إسطنبول التركية، حيث يقيم من يُوصفون بـ"مطاريد الإخوان" من دول مختلفة، أولئك الذين تعيلهم دولتا تركيا وقطر، ولم يهرب الرجل وحسب بل رحل وفي جُعبته 300 مليون دولار، حسبما كشفت مصادر لـ"المشهد العربي".
هروب المخلافي من الميدان لا يمكن أن يكون مستغرباً، فقد سابقه في ذلك قادة بارزون في "الإخوان"، أرفع منه هو شخصيًّا، وفي مقدمتهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي تنكَّر في زي "زوجة سفير" وهرب من مواجهة الحوثيين قبل خمس سنوات، أثناء قيادته لفرقة عسكرية، كانت كفيلة بالقضاء على الحوثيين، لو توافرت الإرادة أو ربما الشجاعة.
تكشف وقائع ترك الجبهات جُبنًا هائلًا يتسم به عناصر "الإصلاح"، فعلى الرغم من قدرة الحزب على اختراق الشرعية بقدر كبير وسيطرته على أغلب وحدات الجيش وضم أغلب عناصره إلى صفوفه تحت مسميات رسمية، لا سيّما في تعز، إلا أنّ كل ذلك لم يُلقِ في قلوب الإخوان حدًا أدنى من الشجاعة لمواجهة الحوثيين، لكنّ سببًا آخر اتضح فيما بعد وهو أنّ طرفًا لا يمكن أن يعادي آخر، تجمعهما مصالح مشتركة وعلاقات تقارب مريبة، نتحدث عن الحوثيين والإخوان.