سارقو غذاء البشر.. اتهامٌ جديد يلاحق الحوثيين بسبب الأزمة الفادحة
"الحوثيون مسؤولون عن تردي الأوضاع الإنسانية".. اتهامٌ جديدٌ حاصر المليشيات الانقلابية المدعومة من طهران، صدر عن البرلمان العربي حول تسبُّبها فيما آلت إليه الأوضاع منذ أن أشعلت الحرب العبثية في صيف 2014.
رئيس البرلمان الدكتور مشعل بن فهم السلمي قال في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية، اليوم السبت، إنّ الحوثيين يتحمّلون المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الإنسانية المتردية في اليمن، وأكّد أنّ المليشيات دأبت على إعاقة عمل المنظمات الإنسانية وتعمُّد سرقة ونهب المساعدات الإنسانية دون وصولها للمحتاجين.
في الوقت نفسه، ثمّن السلمي إعلان المملكة العربية السعودية تقديم مبلغ قدره 500 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الجاري، وأشار إلى أنّ هذا الدعم السخي يأتي استكمالًا لجهود المملكة الإنسانية في دعم دولة اليمن وتوفير الحياة الكريمة للشعب اليمني.
ويملك الحوثيون باعًا طويلة من الجرائم والانتهاكات في مجال عرقلة توزيع المساعدات الإغاثية والإنسانية، كبّدت الملايين من المدنيين أعباءً إنسانية شديدة الفداحة.
ومؤخرًا، منعت المليشيات، برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من إدخال مساعدات للسكان المحاصرين في محافظة الحُديدة، في جريمة حوثية تتكرّر للمرة الخامسة.
وصرّح الناطق باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي وضاح الدبيش بأنّ مليشيا الحوثي منعت اليوم، منظمة الغذاء العالمي من توصيل شحنة المساعدات الغذائية لسكان منطقة الدريهمي غربي مدينة الحديدة، موضّحًا أنّه تمّ الاتفاق سابقًا على أن تقوم القوات المشتركة ومليشيا الحوثي بالتعاون مع المنظمة لفتح خط آمن لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان مدينة الدريهمي، إلا أن مليشيات الحوثي تخلفت عن الوفاء بالتزاماتها.
وأضاف المتحدث أنّ القوات المشتركة والتحالف العربي قاما بالترتيب لمساعدة المنظمة في إيصال مساعداتها، وأمنا مرورها في المواقع التي تسيطر عليها، إلا أنها تفاجأت برفض الحوثي وتنصلها عن اتفاقياتها السابقة، داعيًّا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى ممارسة الضغط على هذه الجماعة التي تمارس كل أشكال القتل والتنكيل والتجويع والحصار على المدنيين.
وكثيرًا ما كشفت تقارير إعلامية ورسمية جرائم ارتكبتها المليشيات الحوثية على وجه التحديد في مجال سرقة المساعدات الإنسانية، بغية إطالة أمد الأزمة وتكبيد المدنيين مزيدًا من الأعباء.
وفي وقتٍ سابق، قالت شبكة "سي.إن.إن" إنّ نحو 16 مليون شخص بحاجة إلى الطعام، وبينما يحاول العالم مساعدتهم عن طريق إرسال مساعدات غذائية تقوم المليشيات الحوثية بسرقتها.
ووجد تحقيق سري للشبكة أنَّ كثيرًا من العائلات في عشرات المناطق لم تصل إليها تلك المساعدات التي تسجّلها ميليشيا الحوثي على الورق، حيث تشتبه الأمم المتحدة في تحويل المليشيات الإمدادات الغذائية إليها بعيدًا عن الأطفال والمحتاجين من المدنيين.
وأشار التقرير إلى عدم حصول المدنيين في بعض المناطق على إمدادات المساعدات لأسابيع عدة، حيث يعانون صحيًّا بسبب سوء التغذية، مبينًّا أنّهم ضحايا لنقاش بين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ووكالة مساعدات عيّنها الحوثيون لتوزيع أغذية البرنامج، حيث فشلوا في معرفة مصير تلك الأطعمة.
وفي العام الماضي، اشتكى برنامج الأغذية العالمي علنًا من أنّه تمّ تحويل نحو 1200 طن من الغذاء، حيث قامت مليشيا الحوثي بسرقة هذه الأطعمة من العائلات، وقد قال البرنامج إنّ قوائم التوزيع كانت لها بصمات أصابع، يفترض أنّها من أشخاص يؤكدون استلام الغذاء، لكن حوالي 60٪ من المستفيدين الذين يبلغ عددهم بالآلاف في سبع مناطق بالعاصمة لم يتلقوا أي مساعدات»، مؤكدًا أنّه تمّ الاحتيال.
وتابع التقرير: "إلى جانب السجلات المزيفة، قال برنامج الأغذية العالمي إنّه اكتشف أنّ أشخاصًا غير مصرح لهم حصلوا على الغذاء، كما تباع مواد في أسواق المدينة".