التصعيد مستمر.. هادي يقود الشرعية إلى أحضان قطر وإيران

الاثنين 30 سبتمبر 2019 21:17:06
testus -US

تستمر الشرعية في تصعيدها المتوقع ضد التحالف العربي، وذلك بعد أن تراجع الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي عن مسودة الحوار في جدة، ويأتي هذا الموقف بعد أيام قليلة من خطاب الخيانة الذي ألقاه وزير الخارجية الإخواني محمد الحضرمي بالأمم المتحدة واستمر فيه بالتجاوز ضد دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبدا من الواضح أن الرئيس المؤقت يقود الشرعية بأقصى سرعة في اتجاه قطر وتركيا، والابتعاد خطوات كثيرة عن التحالف العربي، وهو أمر بحاجة للتعامل معه من قبل التحالف بحنكة سياسية، بالتوازي مع جهود أخرى عسكرية ترتبط بالقوات المسلحة الجنوبية التي سيكون عليها الاستعداد لمواجهة إرهاب الشرعية في الجنوب.

وحملت الأيام الماضية تغيراً في موقف هادي بعد أن رفض مسودة اتفاق بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، تمخض عنها حوار جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية، بالرغم من أنه أبدى موافقة مبدئية على الاتفاق الذي يتضمن خطوات لإعادة ترتيب مؤسسات الشرعية وتشكيل حكومة مصغرة بمشاركة مختلف المكونات المناوئة للانقلاب الحوثي.

وبدا من الواضح أن الدائرة الضيقة التي حوله وتتشكل من الإرهابي علي محسن الأحمر نائب الرئيس ومدير مكتبه عبدالله العليمي قد أثرت على موقفه الأخير، وبحسب ما نشرته صحيفة "العرب" اللندنية فإن هادي امتنع عن تلقي أي اتصالات أو استقبال أي زيارات في القصر الذي يقطن فيه بالرياض، بما في ذلك رفض التواصل مع اللجنة السعودية المكلفة بإدارة الحوار في جدة ونقل المقترحات.

وبدأت خطوات هادي التصعيدية منذ أن أصدر قرارات رئاسية قبل نهاية الشهر الجاري، قرر فيها إقالة محافظ البنك المركزي اليمني حافظ معياد وتعيين محمد الحضرمي وزيرا للخارجية، بالرغم من دوره الرئيسي في توتير العلاقات مع التحالف وتكريس جهوده الدبلوماسية في مهاجمة دولة الإمارات العضو الفاعل في التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

ووصف سياسيون تجديد الحضرمي في كلمة اليمن التي ألقاها في الأمم المتحدة، الأحد، للاتهامات الموجهة لدولة الإمارات، بأنه يأتي على نهج التصعيد السياسي الذي تصرّ على اتباعه الدوائر المؤثرة في الشرعية اليمنية تجاه التحالف والمكونات اليمنية الأخرى، في الوقت الذي تقود فيه السعودية حوارا بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي في جدة.

وكان الحضرمي قد دشن نشاطه الدبلوماسي بلقاء مثير للجدل مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قبل أن يلقي كلمته في الأمم المتحدة، هو ما يعني أن هادي وأفراد حكومته يقودون الشرعية إلى أحضان قطر وتركيا.

وتوقع المحلل السياسي، هاني مسهور، مشهد قاتم جديد في الجنوب، بعد تراجع الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، عن مسودة الحوار في جدة، مشيرا إلى أن هذا التراجع بالإضافة إلى إلقاء وزير خارجية اليمن لخطابه غير المسؤول يؤشر لقتامة مشهد مقبل في محافظات الجنوب بعد خفض التصعيد والتهدئة التي كادت أن تثمر هيكلة للمؤسسة الشرعية.