انتصار سياسي للمجلس الانتقالي.. فرنسا تتفهم قضية الجنوب العادلة
في الوقت الذي تُسطِّر فيه القوات الجنوبية بطولات ملهمة ضد العدوان الذي تشنه مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، والجهود الذي يبذلها المجلس الانتقالي على كافة الأصعدة، لم تغفل القيادة السياسية الجنوبية الدور المهم لتوصيل صوت الجنوبيين للمجتمع الدولي.
اليوم الأربعاء، استقبل الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو، حيث جرى خلال اللقاء تناول العديد من القضايا ذات العلاقة بالملف الأمني والسياسي في الجنوب، بالإضافة الى مناقشة تطورات حوار جدة الذي ترعاه الرياض.
الرئيس الزبيدي رحَّب بالسفير الفرنسي، وأكّد على التزام المجلس بالسلام واستعداده للتعاطي الإيجابي مع الجهود الدولية من أجل السلام بما يضمن للجنوبيين حقهم في تحديد مستقبلهم السياسي، مشدِّدًا على أنَّ حوار جدة يأتي في إطار حرص الأشقاء في المملكة تجاه حفظ الأمن وحماية المنطقة من الفوضى والإرهاب، مشيرًا إلى الموقف الثابت للمجلس تجاه دعم دول التحالف العربي، والوقوف معها لمحاربة التمدد الإيراني عبر المليشيات الحوثية.
وأشاد الرئيس الزُبيدي، خلال اللقاء، بجهود جمهورية فرنسا في دعم عملية سلام شاملة ودائمة تحت مظلة الأمم المتحدة، تضمن للجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم، مؤكدًا أنّ المصالح الفرنسية في محل اهتمام المجلس.
من جانبه، عبَّر السفير الفرنسي عن سروره بهذا اللقاء، وتقديره لموقف المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه السلام المتمثل في استجابته لحوار جدة، وقال إنَّ المتغيرات والتطورات تستدعي حضور الجنوبيين في عملية السلام والاستماع لصوتهم وإيجاد حل عادل لقضيتهم.
حضر اللقاء الوفد التفاوضي المرافق لرئيس المجلس الانتقالي من أعضاء هيئة رئاسة المجلس، الدكتور ناصر الخبجي، وعلي الكثيري، وعبدالرحمن شيخ، والمهندس عدنان الكاف، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية.
حمل هذا اللقاء، الكثير من الأهمية لا سيّما فيما يتعلق بتقوية القضية الجنوبية على الصعيد الدولي، وبخاصةً أنّ فرنسا تعتبر رقمًا أساسيًّا في معادلة القوى الدولية، بعدما كان الرئيس الزبيدي قد أجرى زيارات إلى دول عظمى مثل بريطانيا وفرنسا.
وكان الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم قد أكّد في مقابلة مع "المشهد العربي"، أنّ المجلس يولي أهمية كبيرة للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.
اللافت أكثر في التعاطي الفرنسي الرسمي مع القضية الجنوبية، أنّ تصريحات السفير تيستو تضمّنت تأكيدًا على حقوق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره الخاص بفك الارتباط عن الشمال.
ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.
ومن بين النجاحات التي أكّدتها كذلك تصريحات السفير الفرنسي، هي المشاركة الفاعلة في اجتماعات جدة التي دعت إليها السعودية بعد العدوان الإخواني على الجنوب في الأسابيع الماضية، وما يبرهن على ذلك ما يتم تسريبه عن الاجتماعات التي تُفضي إلى إخضاع حكومة الشرعية لمطالب المجلس الانتقالي.