مفخخات حوثية في طريق الحل السياسي.. عبد الملك يُجهض خطة جريفيث
توجّهت الأنظار في الساعات الماضية، للزيارة التي أجراها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث إلى صنعاء ولقائه بقادة المليشيات الحوثية، وسط حديث عن محاولات لإحياء سبل الحل السياسي، إلا أنّ المليشيات تعمل على إفشال هذا الطريق.
زيارة جريفيث التي استغرقت 48 ساعة، تضمّنت لقاءه مع زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، ورئيس ما يُسمى مجلسها السياسي مهدي المشاط، وقد تركزت المباحثات حول جهود الأمم المتحدة لمواصلة مساعي السلام، وتنفيذ آليات خفض التصعيد وتثبيت الهدنة في الحديدة تمهيدًا لاستكمال تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وفرص الانتقال إلى مشاورات سياسية بشأن التسوية الشاملة للأزمة.
في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة أنَّ جريفيث أبلغ الحوثي بأنّه يُخطِّط لترتيب حوار سياسي شامل في الكويت، وطلب من الحوثيين أن يكونوا صادقين في مبادرتهم ويعملون على تعزيز الهدنة، وتنفيذ الاتفاق الأخير للجنة إعادة الانتشار بالحديدة، ووقف الهجمات على الأراضي السعودية.
وردًا على ذلك، وضع عبد الملك الحوثي عددًا من العراقيل أمام أي جهود لتحقيق السلام، منها طلبه بوقف الطلعات الجوية لمقاتلات التحالف العربي، وفتح مطار صنعاء الدولي، وصرف الرواتب، وإطلاق سراح قيادات حوثية بارزة محتجزة، وعودة البنك المركزي إلى صنعاء.
الطلبات التي وضعها عبد الملك الحوثي، يمكن القول إنّها تعرقل أي توجّه نحو السلام، لا سيّما في ظل استمرار المليشيات في ممارسة التصعيد العسكري على أكثر من جبهة.
فبالتزامن مع زيارة جريفيث إلى صنعاء وإجراء هذه المشاورات الباحثة عن حل سياسي، شنَّت المليشيات الحوثية أبشع الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الحديدة.
الناطق باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي قال في بيانٍ اطلع "المشهد العربي"، أمس الأول الثلاثاء، إنَّ الميليشيات الحوثية شنت عمليات عسكرية في عدة محاور بالحديدة، موضحًا أنّها شنّت هجومًا على محور الجبلية من الجهة الشرقية، واستخدمت جميع أنواع الأسلحة، محاولة التقدم.
وأضاف أنّ قوات اللواء التاسع عمالقة ضمن القوات المشتركة تصدّت لهجوم المليشيات وأجبرت عناصرها على الفرار، بعد مقتل العشرات في صفوفهم.
كما شنَّت المليشيات هجومًا عنيفًا على محور الدريهمي، حيث استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وحاولت التقدم باستماتة إلا أن القوات المشتركة قامت بالتصدي وأجبرت المليشيات على التراجع؛ بعد مقتل العديد منها، وإحراق دوريتين عسكريين.
عراقيل عبد الملك والتصعيد العسكري على الأرض تمثّل عوائق حادة تضعها المليشيات الحوثية بغية تفويت الفرصة عن أي حل سياسي يمكن أن يوقف الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.