جرس إنذار يدق الأبواب.. كيف تفتك المليشيات الحوثية بمعارضيها؟
من جديد، دقّت رابطة أبناء المختطفين جرس إنذار، في مطالبة قديمة متجددة من أجل الضغط على المليشيات الحوثية لإجبارها على الإفراج عن كل المختطفين والمعتقلين تعسفيًّا والمخفيين قسرًا.
في بيانٍ لها، شدَّدت الرابطة على ضرورة إيقاف حملات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وفيما شكرت الرابطة لجنة الصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية في صنعاء التي يسرت عملية الإفراج عن 250 مختطفًا مدنيًا، إلا أنّ قالت إنَّ العشرات من الذين أفرج عنهم هم من المدنيين الذين اختطفوا من بيوتهم ومقار أعمالهم من دون وجه حق.
وقالت الرابطة، إنّ هؤلاء المختطفين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على يد المليشيات الحوثية، وقد أصيب العديد منهم على إثر ذلك بالعديد من الأمراض المزمنة، فضلًا عن صعوبة الحركة والاضطرابات النفسية.
وعلى الرغم من عديد الاستغاثات التي قدّمتها هذه المنظمة وغيرها من الجهات المعنية حول ما يتعرَّض له المختطفون في سجون الحوثي من أعمال تنكيل بشعة، إلا أنّ هذه الصرخات يبدو أنّ العالم يصر على تعمّد صم آذانه عنها، تاركًا الفرصة - بصمت مريب - للمليشيات أن تنتهك حياة المدنيين المختطفين في سجونها، ليل نهار.
وكانت المليشيات الحوثية قد أعلنت يوم الاثنين الماضي، إطلاق سراح 290 أسيرًا كانوا محتجزين في سجون صنعاء، إلا أنّ تقارير رقابية كشفت أنَّ أغلب الذين أفرِج عنهم حالتهم الصحية سيئة وبعضهم يعاني من شلل تام.
وقالت تقارير حقوقية حديثة إنّ آلاف المختطفين الذي اعتقلتهم المليشيات من منازلهم وأماكن أعمالهم والطرقات العامة لا يزالون في سجون الحوثيين، وتجاوز وجود أغلبهم ثلاث سنوات، حيث تعرَّضوا لتعذيب نفسي وبدني فضلًا عن حرمانهم من أدنى الحقوق الأساسية بطريقة مخالفة لأدنى حقوق الإنسان.
تقارير حقوقية حديثة كشفت أنّ آلاف المختطفين الذي اعتقلتهم المليشيات من منازلهم وأماكن أعمالهم والطرقات العامة لا يزالون في سجون الحوثيين، وتجاوز وجود أغلبهم ثلاث سنوات، حيث تعرَّضوا لتعذيب نفسي وبدني فضلًا عن حرمانهم من أدنى الحقوق الأساسية بطريقة مخالفة لأدنى حقوق الإنسان.
وعمدت المليشيات إلى اتخاذ المختطفين دروعًا بشرية وسجنهم في مناطق تخزين الأسلحة.
لم تتوقف الجرائم الحوثية عند هذا الحد، بل أجبرت عددًا ممن أفرجت عنهم على البقاء في مناطق سيطرتهم، على الرغم من أنَّ العديد منهم بحاجة إلى السفر للعلاج.
التقارير قالت إنَّ الدافع الأساسي لمليشيا الحوثي في إطلاق العشرات ليس إنسانيًّا، وإنما بهدف التخلص من الأعباء المادية، حيث أغلب المفرج عنهم من جرحى عملية ذمار والبعض الآخر أصبح معاقًا، فيما يعاني آخرون من الأمراض المزمنة نتيجة التعذيب.
وفي الفترة من سبتمبر 2014 إلى ديسمبر 2018، قامت المليشيات الحوثية باعتقال 16 ألفًا و565 مدنيًّا، بينهم 368 طفلًا و98 امرأة و385 مسنة، ونفّذت المليشيات اعتقالات تعسُّفية طالت العديد من السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحفيين والإعلاميين والنساء والأطفال، لأسباب سياسية وطائفية ودينية ومناطقية.
ويتم اختطاف الشخص دون مسوغ قانوني، وسجنه دون محاكمة وتعذيبه، كما تمنع المليشيات الحوثية أهالي المختطف من الزيارة.
وترتكب المليشيات كثيرًا من الجرائم ضد المختطفين الذين تزج بهم في السجون، حيث يتبع الانقلابيون أساليب ممنهجة في التعذيب، وقدّرت أعداد المتوفين بالعشرات، ويتم احتجاز جثثهم ثم مساومة الأهالي على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل حصولهم على جثامين ذويهم.
كما تعج السجون الحوثية بالعديد من السيدات، وتقدّر مصادر حقوقية أنّ عدد المختطفات والمعتقلات في سجون المليشيات يبلغ أكثر من 180 امرأة، في حين يقدر عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب بـ55 امرأة ممن اعتقلن وأفرج عنهن، وما يزال نحو 120 امرأة يقبعن في سجون الحوثي ويتعرضن منذ أشهر للتعذيب والاستغلال.