الحوثيون وصغار التجار.. رؤوس أموالٍ طالها طغيان المليشيات
من أجل تمويل عملياتها الإرهابية التي تسمّيها "مجهودًا حربيًّا"، لا تتوقف مليشيا الحوثي عن استهداف التجار وأصحاب المحال التجارية الصغيرة في مناطق سيطرتها؛ بغية ابتزازهم وتهديدهم وفرض عليهم مبالغ مالية طائلة تحت مسميات غير قانونية.
على مدار هذا الأسبوع، نفّذت المليشيات الكثير من حملات الابتزاز والمداهمة التي استهدفت محال الحلاقة والكوافير والمخابز ومغاسل الملابس، وأجبرتهم تحت قوة التهديد والسلاح على دفع مبلغ مالي على كل محل تجاري بنسبة 20% من الدخل تحت مسمى "الخُمس".
عناصر المليشيات قامت بالمرور على هذه المحال التجارية على متن أطقم مسلحة، وتهديد أصحابها بأسلوب مهين في حال عدم التزامهم بدفع المبلغ المالي المطلوب، كما أنّ المليشيات لم تستثنِ النساء العاملات في محال الكوافير لكسب مصدر رزق لهن ولأسرهن، حيث مارست نفسه البطش معهن.
وكانت المليشيات الحوثية، ممثلة في مصلحة الضرائب الخاضعة لسيطرتها في صنعاء، قد فرضت إجراءات جديدة تجاه المحال التجارية في نهاية سبتمبر الماضي, لمضاعفة الرسوم الضريبية، وفرض إجراءات تهدد بإغلاق الكثير من المحال التجارية وفقد مئات الآلاف من فرص العمل .
وكشفت مصادر "المشهد العربي"، أنّ المليشيات طالبت جميع المحال التجارية بتركيب نظام محاسبي للمبيعات ويكون تحت إشراف مأموري الضرائب من المليشيات أو دفع 500 ألف ريال سنويًّا عن كل منفذ في المحل التجاري.
ويحاول الحوثيون فرض جرعة جديدة من الجبايات على أصحاب المحلات التجارية الصغيرة بعد أن كانوا قد ضاعفوا ما عليهم من ضرائب سابقا بنسبة تصل إلى 200% .
إجمالاً، يعاني التجار والسكان عامة في محافظة إب من بطش وتعسف المليشيات الحوثية، التي تمارس في حقهم أبشع أنواع الابتزاز والنهب والسلب والمصادرة.
وكانت المليشيات الموالية لإيران قد فرضت مؤخراً، إتاوات وجبايات مالية تحت اسم "قوافل الغذاء" لدعم الجبهات والمجهود الحربي على المحال التجارية وشركات الدواء والصيدليات وحتى بائعي الخضراوات والفواكه في محافظة إب.
تجار ومالكو صيدليات ومؤسسات دوائية في محافظة إب، كشفوا عن نزول حملات ميدانية منذ مطلع الأسبوع الماضي استهدفت كافة المحال التجارية والصيدليات وفروع شركات الدواء بالمحافظة لإجبارهم على دفع مبالغ مالية كبيرة للمليشيات الحوثية.
وفرض الحوثيون إتاوات ضخمة على التجار ومالكي الصيدليات وأجبرتهم على دفعها إما بشكل نقدي وإما في صورة أدوية وسلال غذائية.
وأنشأ الحوثيون لجاناً ميدانية تحت اسم تطبيق المواصفات والمقاييس، تهدف إلى إجبار مالكي الصيدليات على دفع جبايات مالية للمليشيات، وتهددهم بالإغلاق في حال الرفض تحت اسم مخالفة المواصفات والمقاييس.
وفي كل مرة تريد فيها المليشيات أن تنهب التجار والباعة وممثلي القطاع الخاص بالمحافظة، تختلق لهم تسميات وذرائع وهمية باطلة وغير قانونية الهدف منها ابتزازهم ونهب أموالهم وبضائعهم.