دواعش الإصلاح.. الإرهاب يليق بهم

الجمعة 4 أكتوبر 2019 02:10:56
testus -US
"في فترة قصيرة للغاية، استطاع تنظيم داعش الإرهابي أن يجذب أنظار العالم كله، بممارساته الدموية وجرائمه التي لا تطيق أن تراها العين، بإعداماته التي تخطت بشاعته حدود كل ما يمكن أن يرد في عقل أكثر الوحوش وحشية".. هذا الإجرام نفذته مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية في اعتداءاتها الهمجية على أهالي محافظة شبوة.
"سعيد القميشي" أحد الأبطال الذين شاركوا في مسيرات حاشدة شهدتها محافظة شبوة للمطالبة بإعادة قوات النخبة الشبوانية وطرد الاحتلال الإخواني، وقد ترعرع "القميشي" على حب وطنه كما يجب أن يكون، فلبّى النداء سريعًا وخرج رافعًا علم الجنوب، لكنّ عنصرًا إرهابيًّا ملأ الحقد والطائفية قلبه وعقله، حاول انتزاع العلم منه، لكنّ البطل الجنوبي تمسّك بعلمه وهويته، فأطلق عليه الإخواني الخسيس الرصاص من سلاحه الناري من المسافة صفر، فارتقى القميشي شهيدًا.
هوْل الجريمة الإخوانية وبشاعتها ذكّرت بأوجه الشبه التي تجمع بين حزب الإصلاح و"داعش"، ذلك التنظيم الإرهابي الذي استعانت به مليشيا الإخوان في عدوانها على الجنوب مؤخرًا.
وعلى وجه التحديد في الفترة الأخيرة، فكثيرًا ما فضحت العلاقة سيئة السُمعة التي تجمع بين المليشيات الإخوانية وتنظيمات إرهابية في مقدمتها داعش والقاعدة، تجلّت بوضوح في الهجمات التي طالت الجنوب لا سيّما العاصمة عدن في شهر أغسطس الماضي، عندما استعان الحزب الإخواني بتنظيمي داعش والقاعدة لإشعال الأوضاع في الجنوب وإحداث الفوضى على أراضيه.
ففي نهاية أغسطس، شهدت العاصمة عدن، سلسلة من الحوادث الإرهابية في عدد من مديرياتها، حيث تعرض قائد الحزام الأمني بعدن وضاح عمر سعيد لمحاولة اغتيال في دار سعد باستهداف سيارته بعبوة ناسفة أسفرت عن إصابة عدد من حراسته، كما استهدفت دراجة نارية يقودها انتحاري دورية للحزام الأمني في مدينة دار سعد، واستهدف مسلحون مجهولون دورية عسكرية في لحج وأسفر الحادث عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
تنظيم داعش الإرهابي تبنى عددًا من هذه العمليات، وهو ما أكّد استغلال هذه التنظيمات من قبل حزب الإصلاح الإخواني الذي يُسيطر على حكومة الشرعية، ظنًا منه أنّ ذلك يُحقّق له مكاسب سياسية. 
ويمكن القول إنّ استعانة "الإصلاح" بمثل هذه التنظيمات الإرهابية جاءت عقب فشل حملة المليشيات الإخوانية على عدن؛ بهدف إثارة الفوضى عن طريق استخدام أسلوب القاعدة وداعش بهدف خلط الأوراق وإرباك الأجهزة الأمنية التي تقوم بدور كبير لحفظ الأمن.
وفي سبتمبر الماضي، كشف تقرير أمريكي عن تحركات لتنظيمي القاعدة وداعش الذين كانا يتقاتلان في محافظة البيضاء وكيف تحولا إلى صف واحد للقتال إلى مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب.
وقال التقرير المنشور في الموقع الأمريكي "FDD’s Long War Journal"، إنَّ تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن قاتلا إلى جانب مليشيا الإخوان، وسبق أن اعترف داعش بأنّه يقاتل إلى جانب مليشيا الشرعية حسبما صدر في إحدى نشراته الأسبوعية.
وأضاف الموقع أنَّ "الإصلاح" أجرى تنسيقًا بين داعش والقاعدة لإيقاف القتال بينهما والانخراط مع قوات الشرعية التي يسيطر عليها الحزب الإخواني للقتال ضد القوات الجنوبية، حيث تمَّت إدارة الصلح بين التنظيمين الإرهابيين المتقاتلين بالبيضاء عبر مرجعية قيادية تتمتع تملك نفوذ كبير داخل الجماعتين وتحظى باحترام قياداتيهما، وهو الإرهابي علي محسن الأحمر.
وتاريخيًّا، فإنّ "الإصلاح" يملك تاريخيًا أسود في العلاقة مع التنظيمات الإرهابية، فالحزب الإخواني سبق أن دعّم مليشيات إرهابية للسيطرة على الجنوب في عام 1994 عندما اجتاحت القوات الشمالية الجنوب، وتم تسليم "الأفغان العرب" عدد من المحافظات، وهو ما ساهم في انتشار الجماعات الإرهابية فيها.