الحديدة والتصعيد الحوثي .. محافظةٌ تذبحها المليشيات بـسكين الخروقات
واصلت مليشيا الحوثي انتهاك الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، ما يؤكد على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل الساعي إلى تفخيخ الأوضاع أكثر وإجهاض أي فرصة للتسوية السياسية.
المليشيات الموالية لإيران والمدعومة منها لا تتوقّف عن القصف اليومي والمستمر لمواقع القوات المشتركة بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مسجلة آلاف الخروق اليومية للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة.
وتحدّثت تقارير حقوقية عن ارتكاب المليشيات في الأيام الأخيرة، ما يزيد عن 300 انتهاك ضد المدنيين، توزّعت بين القتل والإصابة والخطف والقصف العشوائي على الأحياء الآهلة بالسكان والتهجير القسري وتقويض سلطات الدولة وزراعة الألغام ومداهمة المنازل وترويع المواطنين وافتعال الأزمات والإعدامات الميدانية وتحويل المنشآت التعليمية إلى ثكنات عسكرية وغيرها من صنوف الانتهاكات.
وبينما تدعي المليشيات الحوثية جنوحها نحو السلام والحرص على التهدئة إلا أنّ عديد الجرائم التي ترتكبها على الأرض أجهضت أي فرص للتوصُّل إلى تسوية سياسية جادة، كما أنّها ارتكبت أكثر من سبعة آلاف خرق لاتفاق السويد الذي تمّ التوصُّل إليه في ديسمبر من العام الماضي.
وكان المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث قد أجرى زيارة إلى صنعاء هذا الأسبوع، والتقى قادة المليشيات الحوثية، وسط حديث عن محاولات لإحياء سبل الحل السياسي، إلا أنّ المليشيات عملت على إفشال هذا الطريق.
زيارة جريفيث التي استغرقت 48 ساعة، تضمّنت لقاءه مع زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، ورئيس ما يُسمى مجلسها السياسي مهدي المشاط، وقد تركزت المباحثات حول جهود الأمم المتحدة لمواصلة مساعي السلام، وتنفيذ آليات خفض التصعيد وتثبيت الهدنة في الحديدة تمهيدًا لاستكمال تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وفرص الانتقال إلى مشاورات سياسية بشأن التسوية الشاملة للأزمة.
في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة أنَّ جريفيث أبلغ الحوثي بأنّه يُخطِّط لترتيب حوار سياسي شامل في الكويت، وطلب من الحوثيين أن يكونوا صادقين في مبادرتهم ويعملون على تعزيز الهدنة، وتنفيذ الاتفاق الأخير للجنة إعادة الانتشار بالحديدة، ووقف الهجمات على الأراضي السعودية.
وردًا على ذلك، وضع عبد الملك الحوثي عددًا من العراقيل أمام أي جهود لتحقيق السلام، منها طلبه بوقف الطلعات الجوية لمقاتلات التحالف العربي، وفتح مطار صنعاء الدولي، وصرف الرواتب، وإطلاق سراح قيادات حوثية بارزة محتجزة، وعودة البنك المركزي إلى صنعاء.
الطلبات التي وضعها عبد الملك الحوثي، يمكن القول إنّها تعرقل أي توجّه نحو السلام، لا سيّما في ظل استمرار المليشيات في ممارسة التصعيد العسكري على أكثر من جبهة.