هبّة شعبية ومقاومة عسكرية.. كيف يتصدّى الجنوب للإرهاب الإخواني في شبوة؟

السبت 5 أكتوبر 2019 00:33:17
testus -US

أراد القدر أن يكون لكل محافظة جنوبية "رمز" ينتفض من ورائه الجنوبيون، فكما كان استشهاد العميد منير اليافعي "أبو اليمامة" هو المحرك الرئيسي لتحرير العاصمة عدن من المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، فإنّ استشهاد سعيد القميشي سيكون على ما يبدو بداية لنهاية العدوان الإخواني على محافظة شبوة.

واستنادًا إلى وقوف الشعب الجنوبي إلى جانب وطنه وقضيته على مدار تاريخه، فإنّ انتفاضة شعبية مدعومة بعمليات عسكرية للمقاومة الجنوبية باتت منتظرة من أجل القضاء على المليشيات الإخوانية التي تعيث في أرض شبوة وتنشر إرهابها السام.

يتفق مع ذلك الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، ويقول: "مثلما كان ثمن دم الشهيد القائد أبو اليمامة هو تحرير عدن من دنس الإخوان والسيطرة على مقراتهم ومعسكراتهم أتمنى على أبناء شبوة وهم لا يقلون عن بقية إخوانهم أبناء المناطق الجنوبية الأخرى أن يكون دم الشهيد سعيد القميشي بداية حقيقة لثورة شاملة ضد تواجد عناصر الإخوان في شبوة".

ورسم النسي خطًا عريضًا لمواجهة المليشيات الإخوانية في شبوة، موضّحًا - عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لأن الأوضاع تختلف في شبوة عن بقية المحافظات الجنوبية لأسباب كثيرة فإنّ أفضل طريقة لمواجهة عناصر الإصلاح في شبوة هي حرب الاستنزاف وقطع خطوط الإمداد والاعتماد على الكمائن هذا كإجراء مباشرة وعلى قيادة المجلس الانتقالي الإسراع في إعادة ترتيب قوات النخبة حتى تعود لتقوم بواجبها في شبوة".

وتابع: "يجب على أبناء شبوة أن يكونوا هم المبادرين وسيكون كل أبناء الجنوب إلى جانبهم فالبداية لابد تكون شبوانية وشبوة فيها الكثير من الكفاة العسكرية وقادرة تعتمد على أبنائها".

المواجهة الجنوبية للإرهاب الإخواني باتت لازمة على مختلف الأصعدة، لا سيّما فيما يتعلق بالجانب العسكري، لا سيّما أنّ حكومة الشرعية تتخذ من القوة الغاشمة سلاحًا لفرض سيطرتها بالقوة المسلحة، وقد عبّر عن ذلك في وقتٍ سابق، أكثر من قيادي نافذ في حكومة الشرعية، بينهم وزير النقل صالح الجبواني "المقرب من المليشيات الحوثية" بأن تكون مدينة عتق هي العاصمة.

المخطط الإخواني في شبوة تضمَّن العمل على نشر المليشيات على الأرض، والعمل على تردي الخدمات بشكل مستمر على النحو الذي فاقم من معاناة المواطنين بشكل كامل، واستهداف معارضي الإخوان بآلة قمع حادة، وتجلّى ذلك في العدوان الإخواني على تظاهرات مدينة حران أمس التي أسفرت عن استشهاد المواطن سعيد القميشي بعدما اغتالته يد الإرهاب الإخواني من المسافة صفر.

وفيما استخدمت مليشيا الإخوان آلة قمع حادة في فض تظاهرات الأمس، وقتلت وأصابت واعتقلت العشرات، فإنّ بوادر انتفاضة شعبية باتت تفوح من محافظة شبوة، التي يرفض شعبها أي وجود إخواني يخفي وراءه الكثير من الممارسات الإرهابية.

وعلى مدار سنوات وسنوات، برهن الشعب الجنوبي على وقوفه إلى جانب قواته المسلحة وقيادته السياسية في مواجهة التحديات الصعبة، ما يعني أنّ هذا العمل الإخواني الإرهابي سيُقابل بالتفاف شعبي جنوبي حول قادته، ينتفض قصاصًا لدماء أبنائه ودفاعًا عن أرضه وأمنه واستقراره.

وفي وقتٍ سابق، علَّق عضو هيئة الرئاسة بالمجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي على خروج حشود أبناء الشبوة للتعبير عن رفضهم لمليشيا حزب الإصلاح والمطالبة بعودة قوات النخبة، وتحدث عن قمع وقتل مليشيا الإصلاح لأبناء شبوة بعزان.

وقال العولقي عبر حسابه على "تويتر": " مليشيا حزب الإصلاح الإخواني التي تسمي نفسها بقوات الشرعية تنفذ إعدامات ميدانية بحق متظاهرين سلميين من أبناء محافظة شبوة الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لمشروع الفوضى والإرهاب وتأييدًا لقوات النخبة الشبوانية والمطالبة بعودتها لتثبيت الأمن والاستقرار في المحافظة.. ممارسات داعش تعود مجددًا".

وأضاف العولقي: "رغم الإعدامات الميدانية والقمع والمداهمات التي نفذتها مليشيات حزب الإصلاح إلا أنّ المئات من أبناء شبوة أصروا على إكمال الفعالية الجماهيرية.. وردد الحاضرون شعارات تدعو لاستقلال الجنوب وعودة قوات النخبة الشبوانية وشعارت أخرى مناوئة لحزب الإصلاح والحوثي وكافة التنظيمات المتطرفة".