الإرهاب الحوثي ضد المدنيين يستعر.. كيف ولماذا؟
على مدار خمس سنوات من الحرب العبثية، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الجرائم والانتهاكات التي استهدفت المدنيين، مُخلِّفةً وراءها وضعًا مأساويًّا.
وبينما تكشف الكثير من الإحصاءات الحقوقية عدد الجرائم التي ترتكبتها المليشيات، إلا أنّ هذا يمثل غيضًا من فيض، مع استمرار الحوثيين في ارتكاب هذه الانتهاكات دون أن تجد ما يردعها.
رقميًّا، ارتكبت المليشيات في الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضي، أكثر من 266 انتهاكًا بحق المدنيين، تنوّعت بين القتل والإصابة والخطف والقصف العشوائي على الأحياء الآهلة بالسكان والتهجير القسري وزراعة الألغام ومداهمة المنازل وترويع المواطنين وافتعال الأزمات والإعدامات الميدانية وتحويل المنشآت التعليمية إلى ثكنات عسكرية.
ووثّقت جهات حقوقية، 22 حالة قتل بينهم امرأة وثلاثة أطفال، إثر القصف العشوائي الذي تقوم به المليشيات بشكل مستمر على الأحياء الآهلة بالسكان، ففي محافظة الحديدة كثّفت المليشيات من قصفها العشوائي على الأحياء السكنية، لا سيما مديريات حيس والتحيتا والدريهمي والأحياء المحررة بالمحافظة، ما تسبَّب في تضرُّر عشرات المباني.
تُشير هذه الأرقام إلى استعار الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين، وهي رسالة ربما تريد المليشيات إيصالها لكافة الأطراف، بأنّها لن تنخرط في طريق السلام في الوقت الراهن، كما تعمل في الوقت نفسه على مضاعفة الأعباء على المدنيين وبالتالي استغلالهم كورقة إنسانية في وقتٍ لاحق.
وكان المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث قد أجرى زيارة إلى صنعاء الأسبوع الماضي، والتقى قادة المليشيات الحوثية، وسط حديث عن محاولات لإحياء سبل الحل السياسي، إلا أنّ المليشيات عملت على إفشال هذا الطريق.
زيارة جريفيث التي استغرقت 48 ساعة، تضمّنت لقاءه مع زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، ورئيس ما يُسمى مجلسها السياسي مهدي المشاط، وقد تركزت المباحثات حول جهود الأمم المتحدة لمواصلة مساعي السلام، وتنفيذ آليات خفض التصعيد وتثبيت الهدنة في الحديدة تمهيدًا لاستكمال تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وفرص الانتقال إلى مشاورات سياسية بشأن التسوية الشاملة للأزمة.
في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة أنَّ جريفيث أبلغ الحوثي بأنّه يُخطِّط لترتيب حوار سياسي شامل في الكويت، وطلب من الحوثيين أن يكونوا صادقين في مبادرتهم ويعملون على تعزيز الهدنة، وتنفيذ الاتفاق الأخير للجنة إعادة الانتشار بالحديدة، ووقف الهجمات على الأراضي السعودية.
وردًا على ذلك، وضع عبد الملك الحوثي عددًا من العراقيل أمام أي جهود لتحقيق السلام، منها طلبه بوقف الطلعات الجوية لمقاتلات التحالف العربي، وفتح مطار صنعاء الدولي، وصرف الرواتب، وإطلاق سراح قيادات حوثية بارزة محتجزة، وعودة البنك المركزي إلى صنعاء.
الطلبات التي وضعها عبد الملك الحوثي، يمكن القول إنّها تعرقل أي توجّه نحو السلام، لا سيّما في ظل استمرار المليشيات في ممارسة التصعيد العسكري على أكثر من جبهة.