مهمة صعبة تبدأ بـتحسين السمعة.. ماذا ينتظر الجنرال الهندي في الحديدة؟
تسلّم الجنرال الهندي المتقاعد أبهيجيت جوها، اليوم السبت، مهامه كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلفًا للجنرال الدنماركي مايكل لوليسجارد الذي غادر منصبه في 24 يوليو الماضي.
وقال المبعوث الأممي مارتن جريفيث في تغريدة نشرها على صفحة مكتبه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم: "يسرني أن أرحب بزميلي الجنرال جوها الذي تسلّم مهامه كرئيس لبعثة الامم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة".
وعبر المبعوث الأممي، عن تطلعه للعمل معه من أجل تطبيق الاتفاق، متمنيًّا له كل التوفيق.
و"الجنرال جوها" هو أحد العسكريين المتقاعدين من الهند، وانضم في وقت سابق إلى إدارة عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، كما أشرف جوهًا في ٢٠١٢ على اتفاق سوري - أممي بشأن شروط نشر مئات المراقبين لمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا.
كما عُين جوها في عام ٢٠١٦ رئيسًا للجنة التحقيق الدولية بشأن الهجوم الذي تعرضت له قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في ريف حلب الغربي في 19 سبتمبر.
ويُعد الجرنال جوها ثالث رئيس للجنة والفريق الأممي في اليمن، وذلك بعد الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الذي استقال من منصبه في يناير الماضي، وخلفه لوليسجارد الذي غادر منصبه بعد قرابة ستة أشهر.
وتضم لجنة إعادة الانتشار، ستة أعضاء عسكريين من حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، وتقضي مهمة اللجنة بتنسيق سحب قوات الطرفين من مدينة وموانئ الحديدة، فيما يعمل فريق المراقبين الدوليين على مراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على تنفيذ اتفاق ستوكهولم في ما يتعلق بالحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وتنتظر الجنرال الهندي، مهامٌ شاقة بعدما فشلت الأمم المتحدة في إجبار مليشيا الحوثي على تنفيذ اتفاق السويد الذي تمّ التوصُّل إليه في ديسمبر من العام الماضي، حيث ارتكب الانقلابيون أكثر من سبعة آلاف خرق، أجهضت بها فرص نجاح هذا الاتفاق.
"جوها" سيكون مطالبًا كذلك بتحسين صورة الأمم المتحدة في اليمن، لا سيّما فيما يتعلق بحقبة لوليسجارد الذي كان أداؤه مثيرًا للتساؤلات، وتحديدًا بعدما انخرط في أحضان المليشيات الحوثية في أواخر فترته.
لوسيجارد لم يُحقِّق نجاحاً في فترة عمله، وبالتالي كان من الأجدر أن يغادر في صمت، لكنّه أبى أن يكون المشهد كذلك، فأجرى جولات ترفيهية في صنعاء رفقة عناصر من المليشيات التي حرصت بدورها على إهدائه درعاً تذكارية.
وفي نهاية يوليو الماضي، اطلع لوليسجارد على المعالم الأثرية والتاريخية والتراث الحضاري والطراز المعماري والطراز العريق والفريد بمدينة صنعاء القديمة واستمع من القيادي الحوثي البارز المعين أميناً لصنعاء حمود عباد، إلى شرحٍ حول تاريخ مدينة صنعاء القديمة وآثارها ومعالمها الحضارية والسياحية التي تتميز بها المدينة بوصفها واحدة من أقدم مدن العالم وذلك قبل أن يقوم الأخير بإهدائه درعا تذكارية.
"لوسيجارد" أعطى انبطاعًا سيئًا عن الأمم المتحدة سيكون الجنرال الهندي مطالبًا بالعمل على تصحيحه مساره فيما هو قادم، لا سيّما إن نجح في تحريك اتفاق السويد فيما يخص الحديدة ولو بخطوة تنفيذ واحدة.