حركات تمرد تندلع ضد الحوثيين.. كيف تواجهها المليشيات؟
تسبّبت الممارسات الإرهابية للمليشيات الحوثية ذي الصنوف المتعددة، في ظهور حركات تمرُّد شكّلت خطرًا على سيطرة الانقلابيين الموالين لإيران على المناطق التي استولوا عليها.
وبسحب مركز تحليل بيانات الأزمات الأمريكي، فإنّ المليشيات الحوثية واجهت معارضة متفرقة، لكنَّها كانت متزايدة ضد حكمهم الواسع، ما أدّى إلى سلسلة من الحوادث العنيفة وتصاعد الاقتتال الداخلي، الذي بلغ أعلى مستوياته خلال العامين الماضيين.
مليشيا الحوثي، وفق التقرير، واجهت جيوبًا وحلقات معزولة من التمرد سواءً بين صفوفها أو من القبائل والجماعات المجتمعية المعارضة لحكمها، ما يشير إلى طبيعة شديدة التقلب وغير المستقرة للسيطرة الحوثية، كما أنها تثير شكوكًا حيال قدرتهم على إدارة السياسة في أوقات الصراع المتصاعد.
وتشمل هذه الحلقات، بحسب التقرير الأمريكي، انتفاضة قبائل حجور في حجة، الناجم عن الغزو الحوثي للأراضي القبلية في وقت سابق من هذا العام، فضلًا عن سلسلة من الاشتباكات في عمران التي بلغت ذروتها مع مقتل زعيم قبلي اتهمته مليشيا الحوثي بالانشقاق في شهر يوليو الماضي.
وسجّلت محافظة إب أعلى مستويات الاقتتال بين الفصائل الحوثية المتعارضة، مسجلة رقمًا قياسيًّا على مدار العامين الماضيين، حتى أصبحت "إب" مثالًا جيدًا على كيفية محاولة الحوثيين تعزيز سلطتهم بصورة تستفز النخب المحلية.
وركّز التقرير الأمريكي، على محافظة إب تحديدًا، حيث عمل الحوثيون على تكوين البيئة السياسية المحلية، وتشجيع الموالين من معقلهم في صعدة، وإثارة المعارضة من النخب والحلفاء المتزايد تهميشهم.
وكثيرًا ما حاول الحوثيون، وفق التقرير، تنفيذ استراتيجية "فرق تسد" المستخدمة في المحافظات الأخرى الخاضعة لسلطتهم، عن طريق إضعاف الهياكل المحلية للسلطة وإحداث الانقسام بين القبائل أو الأسر، والتلاعب بأنظمة القبائل المحلية من خلال تعيين شيوخ من الدرجة الثانية في المناصب.
وتأكيدًا لذلك، عين الحوثيون عبد الحميد الشاهري شقيق "عبد الكريم" نائبًا أول للمحافظ حيث يتمتع بسلطة على شمال شرق المحافظة، ومحمد الشامي، وهو هاشمي من إب، كمدير أمن، ومن خلال هذين التعيينين، تمكن الحوثيون من تفكيك جماعة قبلية مؤثرة وفرض سيطرتهم على المناطق الشمالية الشرقية للمحافظة، بينما سلموا الأمن المحلي لعضو من عائلة هاشمية بارزة لها صلات وثيقة بالدائرة الداخلية للحوثيين.
بالإضافة إلى ذلك، سرعان ما أسّس المشرف العام للحوثيين في إب، اتصالات مع أعضاء لجنة الوساطة القبلية ومن بينهم عبد الواحد صلاح، الذي عينه الحوثيون محافظا لمحافظة إب في أغسطس 2015، وكذلك أشرف المتوكل، تم تعيينه نائبًا للمحافظ في أغسطس 2016، وإبراهيم الموسوي، وهو هاشمي آخر أصبح مدير مكتب الشباب والرياضة، وطارق المفتي، وهو هاشمي تم تعيينه عضوًا في مجلس الشورى في أبريل 2018.
وفي سبتمبر 2018، شمل التعديل الجديد القيادة العسكرية والأمنية المحلية. حيث تم تعيين أبو علي العياني، المشرف العسكري للحوثيين، قائدًا لمحور إب واللواء 55، وتم تعيين يحيى مودع، المشرف الأمني للحوثيين، رئيسًا للأركان في قوات الأمن المركزي، كما تم تعيين أبو هاشم الدحاني مديرًا للأمن السياسي.
وفي محاولة أخرى لتشديد قبضة أنصار صعدة على المحافظة، قام الحوثيون في أكتوبر بتعيين المشرف العام الجديد من صعدة، صالح حاجب، نائبًا للمحافظ للشؤون الأمنية.
ونتج عن هذه التغييرات الأخيرة إقصاء النخب المحلية من المواقع العسكرية والأمنية الرئيسية في المحافظة، بل وتم ترقية الموالين للحوثيين من صعدة، مع استثناء وحيد وهو عبد الحافظ السقاف، وقد انعكست هذه التغييرات في الوضع الأمني غير المستقر للمحافظة، والذي تراجع منذ ذلك الحين إلى حالة من عدم الاستقرار المتزايد.