نظام هادي في نظر أوروبا.. شرعية مفككة وحكومة فاض منها الكيل
يبدو أنّ الاستياء العام من حكومة الشرعية بقيادة الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، لم يقتصر على الداخل أو الإقليم فحسب، بل امتد إلى الغرب الذي بات يتحدث عن نظام مفكّك، لابد من إزاحته.
رئيسة المفوضية الأوروبية، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديركا موجيريني شاركت في ورشة أوروبية حول قضايا الأمن والسياسة في الشرق الأوسط، إنّ هادي لم يعد رئيسًا شرعيًّا، وأنّ سلطته وصلت لمرحلة من التفكّك لابد من البحث عن بديل عنها من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية.
ورأت المسؤولة الأوروبية أنّ "اليمن أصبح جاهزًا أكثر من أي وقت آخر للحل السياسي، وبدأت ملامح إيقاف الحرب من خلال المبادرات المتبادلة بين المملكة العربية السعودية والمليشيات الحوثية، إضافة إلى حوار جدة لحل الأزمة في الجنوب"، بعد العدوان الذي شنّته المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية على أراضيه.
موجيريني أكّدت أنّ منصور هادي أصبح سببًا في فتح الأزمات وتوسيع رقعة الحرب، وهو ما أكّدته تقارير رسمية حصل عليها الاتحاد الأوروبي.
المسؤولة الأوروبية أكّدت كذلك أنّ المجتمع الدولي بذل جهودًا كبيرة لدعم منصور هادي، لكن فشلت كل الجهود بسبب تعرضه لضغوطات من جهات سياسية لا تريد للحرب أن تتوقف اون ينعم اليمن بالسلام، في إشارة إلى مليشيا حزب الإصلاح الإخواني الذي يسيطر على حكومة الشرعية.
حديث المسؤولة الأوروبية ينضم إلى عديد التوجّهات التي باتت تنظر إلى أنّ نظام "الشرعية" بهيكلها الحالي وهي تحت الاختراق الإخواني سببٌ رئيسٌ في تردي الأوضاع وسمح للمليشيات الحوثية بأن تتمدّد أكثر، ما أطال أمد الحرب.
وبعدما سيطر حزب الإصلاح على مفاصل حكومة الشرعية، ارتكب الكثير من الخطايا في حق الجميع، فبينما كانت الحرب في بدايتها وتدخَّل التحالف العربي لمواجهة الحوثيين، كانت المليشيات الإخوانية تعد العدة لتستولى على السلطة برمتها متسترة خلف عباءة الشرعية، وشكّلت ما أسمته "جيشًا وطنيًّا"، وضمّت إليه الكثير من عناصرها، حتى صبغت وجهها "المليشياوي" على هذا الجيش، وحرّكته وفقًا لأجنداتها.
حرّك "الإصلاح" هذا الجيش إلى معارك جانبية، بعيدًا كل البعد عن المليشيات الحوثية، بل في أطراف جانبية، لتمنح المليشيات الموالية لإيران فرصة البقاء لأطول فترة ممكنة.
في الوقت نفسه، وبينما كان التحالف العربي يُضيّق الخناق على الحوثيين والدعم الإيراني لهم، كان للمليشيات الإخوانية دورٌ مفضوح في تخفيف هذا الضغط، وذلك عبر تشويه بوصلة الحرب وتحريفها وافعتال معارك جانبية، وفي مقدمتها عدوان المليشيات الإخوانية على الجنوب الذي تزايد في الأسابيع الأخيرة، بالتعاون مع الحوثيين.
لم تتوقّف خطايا "الإصلاح" عند هذا الحد، بل إنّ هذا الفصيل الإرهابي ارتكب خيانات أكبر عندما بات التحالف يضيق ذرعًا من جرائمه، حيث سلّم الإخوان ألوية كاملةً إلى المليشيات الحوثية، وحدث ذلك تحديدًا ردًا على الموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية من العدوان الإخواني على الجنوب ودعوتها للاجتماعات في مدينة جدة.