مدارس صنعاء.. ثكنات عسكرية حوثية لتجنيد الأطفال
تحولت المؤسسات التعليمية في صنعاء والتي يأتي في مقدمتها المدارس بجميع مراحلها المختلفة، إلى ثكنات حوثية لتجنيد الأطفال، ليس من خلال تدريب الأطفال على حمل السلاح بصورة مباشرة ولكن من خلال تلقينهم للأسلحة الثقافية والفكرية التي تكون أشد خطراً من نظيرتها العسكرية، عبر توصيل أفكارها وحصارها للمناهج وتعليم الطلاب أساسيات الانتماء إلى إيران.
أضحت المدارس في صنعاء بديلاً مناسباً لفشل العديد من المعسكرات الصفية التي أقامتها المليشيات الحوثية لجذب الصغار إليها، بعد أن أدرك الأهالي أن هدفها الأساسي هو التقاطهم والإلقاء بهم إلى جحيم الجبهات، وهو نفس الهدف الذي تسعى إليه المليشيات من خلال المدارس.
ويرى مراقبون أن جذب الأطفال إلى جبهات القتال من خلال المدارس يجري بصورة تمهيدية من خلال زرع الأفكار أولا ثم البحث عن إيجاد أدوات صيد وكسب ثقتهم قبل أن يكون قرار الدفع بهم لميادين القتال أمراً سهلاً سواء كان ذلك برغبة الأهالي أو من غير رغبتهم.
ولعل ذلك ما كان دافعاً للمليشيات الحوثية بأن تقدم على حذف الأحاديث النبوية غير المتوافقة مع أفكارهم المذهبية من المناهج المدرسية، بحسب ما أكده مصدر مطلع في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، وأشار إلى إن الطبعة الجديدة من المناهج المدرسية تم حذف الأحاديث المروية عن عمر بن الخطاب، بعدما حذفت في وقت سابق الأحاديث المروية عن أبي هريرة، بالإضافة إلى أحاديث أخرى ودروس دينية وتاريخية.
وأضاف المصدر أن المليشيات تعمل في كل المستويات على نشر أفكارها المنحرفة في أوساط النشئ والشباب، لافتا إلى أن المعلمين والإدارايين الحوثيين المفروضين على المدارس أمروا أيضاً بعدم الاهتمام بالدروس الخاصة بثورة 26 سبتمبر التي قامت ضد الإمامة التي تحاول مليشيا الحوثي إعادتها.
وكانت مليشيا الحوثي قد فرضت خلال السنوات الأخيرة عدداً من معلمي مادتي التربية والتاريخ في المدارس الواقعة في مناطق سيطرتها في إطار محاولة حوثية لفرض محتوى دراسي يتوافق مع أفكارها ومعتقداتها الطائفية والمذهبية.
في هذا السياق، كشفت مصادر تربوية بصنعاء عن إجراء الميليشيات الحوثية تغييرات واسعة في المناهج الدراسية، مشيرة في الصدد ذاته إلى أن الميليشيات استهدفت بتغييراتها المناهج الخاصة بطلاب المرحلتين التمهيدية والأساسية.
وأكدت المصادر التربوية أن الجماعة الانقلابية بوزارة التربية والتعليم، وعبر عدد من اللجان التابعة لها بالوزارة، قامت بتغيير المناهج الدراسية في مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية بشكل خاص، في محاولة منها لإضفاء طابع شرعي عليها.
ولفتت إلى أن اللجان الحوثية غيرت المنهج الدراسي لمادة القرآن الكريم الخاص بالصف الثاني الابتدائي، مضمنة إياها تفسيرات لعدد من السور تستند إلى «ملازم» مؤسس الجماعة الصريع حسين بدر الدين الحوثي، وقالت إن التغييرات التي أجرتها الميليشيات تضمنت دروساً تحرض على القتل والعنف والكراهية والفتنة، وتحث على «الجهاد» وثقافة الموت، وتضم صورة للمقبور بدر الدين الحوثي.
كما أقدمت المليشيات على تعديل مادة القرآن الكريم للصف الرابع الأساسي، مضمنة إياها تفسيرات ملازم مؤسس الجماعة الصريع الحوثي، المليئة بالتحريض والمشبعة بالعنف والكراهية وتمجيد آل البيت والحسن والحسين.
وأظهرت صور عدة من منهج التعليم الابتدائي، تداولها ناشطون محليون على شبكات التواصل، تغيراً واضحاً في المنهج من قبل الميليشيات، وحقنه بأفكارها الطائفية، الأمر الذي سيخلق جيلاً عدائياً يحكمه الفكر الطائفي.
وفقاً للناشطين الذي قدموا صورة من مادة الرياضيات للصف الأول الابتدائي تمت الإشارة فيها إلى الأعداد بلوحات وشعارات الجماعة الطائفية التي تدعو إلى الموت، مما يهدد بتغيير فكر الأطفال، وخلق جيل مشوه وعدائي على المدى البعيد يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي.