تضييق الخناق على الشرعية في جدة يوسع دائرة إرهابها بالجنوب
رأي المشهد العربي
وجدت الشرعية نفسها في مأزق بعد أن أضحت مضطرة للتعامل مع الأطر الأساسية لحوار جدة، إذ أن رفضها المباشر للحوار يعني إنهاء هيمنة الإخوان على الشرعية بشكل كامل والذهاب مباشرة إلى المعسكر الإيراني القطري التركي، وهو ما يجعلها توسع من إرهابها في عدد من محافظات الجنوب على رأسها شبوة وسقطرى.
تدرك الشرعية جيداً أن توسعها عسكرياً بعد أن خسرت جميع مواقعها في العاصمة عدن من الممكن أن يؤدي إلى مكاسب مستقبلية بالنسبة إليها، وبالتالي فإنها دفعت بثقلها العسكري إلى شبوة وتحاول تخريب الأوضاع الأمنية تمهيداً للسيطرة في سقطرى، وتحاول نقل مسلحيها إلى داخل مدينة التربة (مركز مديرية الشمايتين بمحافظة تعز)، للإيحاء بأنها على أعتاب الجنوب.
التسريبات الأخيرة التي تأتي من جدة تشير إلى وجود تقدم في حوار جدة وسط توقعات أولية، لمخرجات الحوار في جدة، بأن تتضمن شراكة سعودية جنوبية تضمن حماية المكتسبات بحيث تدعم السعودية المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا للشرعية في العاصمة عدن ويتم خلال ذلك إعادة هيكلة الشرعية الحالية، الأمر الذي يبرهن على أن مليشيات الإصلاح المهيمنة على الشرعية حالياً تخشى خسارة مواقعها السياسية وتسعى للذهاب إلى تعويض ذلك عسكرياً.
التعاون الموسع بين مليشيات الإخوان والتنظيمات الإرهابية في شبوة يؤكد على استخدام الإرهاب كوسيلة ضغط للحصول على مكاسب سياسية مستقبلية، كما أن التخريب المتعمد للأجهزة الأمنية في سقطرى يشير إلى أن ارتكاب عمليات غدر جديدة قد يكون أحد الوسائل التي تعبر من خلالها على قوتها، وقد يكون وصول بعض من ألوية العمالقة في الساحل الغربي إلى العاصمة عدن، يعد استباقاً لما تنوي عليه مليشيات الإخوان من خلال نفوذها داخل الشرعية، وكذلك فإن استعدادات القوات المسلحة الجنوبية الحالية تؤكد على أنه من الممكن استئصال سرطان الإخوان عسكريا بعد إنهاء نفوذه سياسياً.
دول التحالف العربي تدرك جيداً لما تحاكيه الشرعية التي تقع فريسة تحت عناصر الإصلاح، وبالتالي فإنها تحاول إجهاض المخططات التآمرية في صنعاء من خلال تسريع وتيرة حوارات جدة وإعادة هيكلة الشرعية من جديد، غير أن التعامل مع إرهاب الإخوان بحاجة إلى حسم عسكري بعيداً عن الحوارات السياسية الجارية حالياً.