الجوف.. نقطة التقاء التمويل الحوثي الإصلاحي في اليمن
كشف التنسيق المتزايد بين الإصلاح والمليشيات الحوثية في محافظة الجوف والتي تتمتع بهدوء جباتها وتعد أحد أهم المناطق الصحراوية التي تهًرب من خلالها الأسلحة، عن التمويل الإصلاحي الحوثي يبحث عن نقاط التقاط، وبدا أن الاختيار وقع على هذه المحافظة لما تمثله من تقارب بين الطرفين انعكس على العلاقات القوية بين قيادات الطرفين.
ويرى مراقبون أن ارتكان المليشيات الحوثية على التمويل القطري يجعل من اختيار الجوف كمركز لالتقاء التمويل أمراً ملحاً في الوقت الحالي، بعد أن تقلص الدعم المالي الإيراني في ظل العقوبات الأمريكية على طهران، الأمر الذي ينبأ بتحول المحافظة إلى بؤرة للمؤامرات الإقليمية ضد اليمن.
ولعل ذلك ما دفع المليشيات الحوثية إلى إصدارها قراراً من جانبها بتعيين رجل المخابرات الأول في المليشيا محافظا لمحافظة الجوف، وجاء القرار وسط معلومات عن قنوات تواصل بين مليشيا الحوثي ومحافظ الجوف الإخواني أمين العكيمي.
وقالت مصادر مطلعة فإن المليشيا اختارت "عامر المراني" الذي يعد رجل المخابرات الأول في المليشيا محافظا للجوف والتي تشهد جبهاتها هدوء، وكانت مليشيا الحوثي قد عينت المراني مديرا لدائرة الاستخبارات العسكرية منذ انقلابها في 2014.
وأشارت المصادر إلى أن المراني لديه قنوات تواصل مع عددا من القيادات العسكرية التابعة للشرعية في الجوف، وسبق وان اقنع عددا منهم بالانشقاق وتأمين طريق لهم بالعبور إلى صنعاء، وأضافت المصادر أن المراني لديه اتصالات مع القيادي الإخواني أمين العكيمي محافظ الجوف عبر مقربين للأخير .
وأكدت أن اختيار الحوثيين للمراني محافظا للجوف هي من اجل إدارة ملف الاتصالات مع قيادات الاخوان العسكرية في الجوف , وكذا تأمين أهم طرق التهريب لمليشيا الحوثي، وأوضحت أن الحوثيين يستخدمون محافظة الجوف الصحراوية كأهم طرق مرور لتهريب الأسلحة .
وبالتوازي مع هذا القرار كشفت النقاط الأمنية بمحافظة الجوف، خلال الأسابيع والأشهر الماضية، عن نقاط الوصل والممرات والجهات التي تدعم المليشيات الحوثية وتزودها بالأموال والأسلحة.
وبحسب مصادر أمنية رفيعة، فإن أجهزة أمنية محسوبة على الشرعية قالت إنها ضبطت شحنات محملة بالأسلحة والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى ضبط أموال مهربة، وكميات كبيرة من الحشيش كانت جميعها في طريقها للمليشيات الحوثية.
وذكرت المصادر، أن تهريب الأسلحة والمخدرات والحشيش والأموال، ارتفع نطاقها بشكل واسع خلال الفترة الماضية، ومعظمها نشط بمحافظة الجوف، وأشارت المصادر إلى أن الكميات التي تم ضبطها خلال الفترة الماضية هي بسبب مرور تلك الشاحنات من النقاط بعد تغيير أفرادها بزملاء لهم بما يسمى بالتناوب العسكري.
وبحسب مصادر أمنية فإن الأسلحة والمخدرات تصل إلى الحوثيين، بشكل يومي، من منافذ التهريب، وخاصة محافظة الجوف، مؤكدة أن قادة عسكريين في المناطق التي تمر بها خطوط التهريب، متواطئون مع عمل تهريب المخدرات والأسلحة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، مقابل مبالغ مالية طائلة تدفع لهم.
ويعتمد الحوثي على تجارة وتهريب المخدرات، لتمويل عملياتها الإرهابية، وتشير معلومات إلى أن المليشيات الحوثية تحصل على ما لا يقل عن 6 مليارات دولار سنوياً من تجارة المخدرات.
ويرى مراقبون أن هناك تضليلاً للرأي العام عن طرق التهريب الحقيقية التي تهرب معها يومياً أطنان الحشيش والسلاح عبر مناطق الشرعية إلى مناطق سيطرة الحوثي، وسط تغاضٍ كبير من قبل قادة عسكريين في الأجهزة الأمنية بالمحافظة.