حشود حوثية صوب الحديدة.. رسالة حرب للأمم المتحدة
في الوقت الذي تزعم فيه مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، جنوحها نحو السلام واستعدادها الانخراط في هذا الطريق، واصل الانقلابيون تحركاتهم المسلحة التي تُجهِض الأمل في نجاح أي مبادرة.
الميلشيات الحوثية حشدت خلال الساعات الماضية، أعدادًا كبيرة من مسلحيها مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة نحو مناطق مختلفة من مديريات محافظة الحديدة.
مصادر مطلعة كشفت اليوم الأربعاء، عن قيام المليشيات بحشد مجموعات مسلحة في مدينة زبيد والدفع بها باتجاه المزارع التابعة لمناطق الجبلية والتحيتا على متن أطقم تابعة للحوثيين.
ووصلت بعض العناصر المسلحة التابعة للمليشيات الحوثية إلى مناطق قريبة من مديرية حيس قادمة من مثلث القهرة الواقعة غرب محافظة إب والمحاذية لمدينة حيس.
في الوقت نفسه، عزَّزت المليشيات لمواقعها في أطراف مديرية الدريهمي، ومنطقة كيلو 16 جنوبي الحديدة وصلت على متن أطقم تابعة للمليشيات.
التحشيد العسكري المتواصل صوب محافظة الحديدة يمثل طعنةً جديدةً من قبل المليشيات الحوثية لاتفاق السويد الذي تمّ التوصّل إليه في ديسمبر من العام الماضي.
ويبدو أنّ المليشيات أرادت بهذه التحرُّكات، توصيل رسالة للجنرال الهندي المتقاعد أبهيجيت جوها الذي تولى مهامه يوم السبت الماضي، كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلفًا للجنرال الدنماركي مايكل لوليسجارد الذي غادر منصبه في 24 يوليو الماضي.
الجرنال جوها هو ثالث رئيس للجنة والفريق الأممي في اليمن، وذلك بعد الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الذي استقال من منصبه في يناير الماضي، وخلفه لوليسجارد الذي غادر منصبه بعد قرابة ستة أشهر.
وتضم لجنة إعادة الانتشار، ستة أعضاء عسكريين من حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، وتقضي مهمة اللجنة بتنسيق سحب قوات الطرفين من مدينة وموانئ الحديدة، فيما يعمل فريق المراقبين الدوليين على مراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على تنفيذ اتفاق ستوكهولم في ما يتعلق بالحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وأكّدت المليشيات الحوثية، عبر تحشيدها المتواصل صوب الحديدة، أنّ مهامًا شاقة تنتظر الجنرال الهندي - الأممي، بعدما فشلت الأمم المتحدة في إجبار مليشيا الحوثي على تنفيذ اتفاق السويد، حيث ارتكب الانقلابيون أكثر من سبعة آلاف خرق، أجهضت بها فرص نجاح هذا الاتفاق.
وما يضاعف من صعوبات مهمة "جوها"، أنّه سيكون مطالبًا بتحسين صورة الأمم المتحدة، لا سيّما فيما يتعلق بحقبة لوليسجارد الذي كان أداؤه مثيرًا للتساؤلات، وتحديدًا بعدما انخرط في أحضان المليشيات الحوثية في أواخر فترته.