خطر يزايد ومأساة تتصاعد.. كارثة صحية في مناطق الحوثي
كارثة جديدة تطرق الأبواب في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وضحت في تحذير دولي، ينذر بمزيد من الأعباء على المدنيين.
منظمة "أنقذوا الطفولة" حذّرت من تأثُّر مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بفعل أزمة الوقود في مناطق شمالي البلاد، وقالت - في بيان: "سيؤثر نقص الوقود في شمال اليمن على مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بالفعل بأزمة إنسانية دامت خمس سنوات".
وأشار البيان إلى أنّ هناك خطرًا متزايدًا من حدوث طفرة في الكوليرا وغيرها من الأمراض التي تنقلها المياه، لأنَّ أنظمة فلترة المياه غير قادرة على العمل والشاحنات التي تحمل مياه آمنة تنتظر الوقود.
ويتسبَّب نقص الوقود، بحسب البيان، في زيادة أسعار المواد الغذائية وأزمة صحية متفاقمة، حيث تستغرق عمليات توصيل المواد الغذائية والمستلزمات الطبية وقتًا أطول وتحتاج المستشفيات إلى الديزل لتشغيل مولداتها.
ولفت البيان إلى أنَّ هذا الوضع سيزيد من معاناة الأطفال وأسرهم في أسوأ أزمة إنسانية في العالم بالفعل، وحذّر من أنَّ الارتفاع الكبير في أسعار النقل يعني أنَّ الآباء غير قادرين على تحمل تكاليف نقل أطفالهم إلى المستشفيات.
من جانبه، صرّح مدير المنظمة تامر كيرلس بأنَّ هناك انخفاضًا بنسبة 60٪ في كمية الوقود القادمة عبر ميناء الحديدة؛ بسبب قرارٍ صادرٍ عن حكومة الشرعية يشترط دفع الرسوم الجمركية في عدن قبل السماح للسفن بالتصريف في الحديدة.
وطالب "كيرلس"، المجتمع الدولي بالعمل مع الحكومة للتنازل عن هذا المرسوم على الفور حتى يمكن تجنب هذه الأزمة، وأشار البيان إلى أنَّ اليمن يواجه بالفعل تفشيًّا مستمرًا للكوليرا، حيث تمَّ تحديد أكثر من 62 ألفًا و34 حالة مشتبه فيها هذا العام، منها 25٪ كانت لأطفال دون سن الخامسة.
وأوضحت المنظمة كذلك، أنّ الخدمات العامة الأخرى بما في ذلك محطات معالجة مياه الصرف الصحي سوف تتأثر، مما يخلق إمكانات لمخاطر كبيرة على الصحة العامة، مثل تدفق مياه المجاري.
إجمالًا، تسبّبت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، في حياة بائسة لملايين المواطنين، وقد صرّحت ميشيل باشليه المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بأنّ الشعب اليمني يعيش أزمة إنسانية مروعة، وأنّ كل مصادر البؤس والمعاناة الإنسانية موجودة في الصراع سواء الحرب أو المرض أو المجاعة أو الانهيار الاقتصادي أو الإرهاب الدولي أو انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق وجرائم الحرب.
واجتاحت المعاناة كل جوانب الحياة اليومية، حيث توقفت الخدمات والمؤسسات الأساسية عن العمل، في الوقت الذي افتقر ملايين النساء والرجال والأطفال إلى الرعاية الصحية الأساسية، وارتفعت الأسعار ارتفاعًا حادًا في المناطق الحضرية، وعطَّل النقص في الوقود الأسواق المحلية، وانهارت البنى التحتية الحيوية، كما فقد المواطنون سبل عيشهم أو لم يتقاضوا أجورهم.