نهب وابتزاز المنشآت الصحية.. عدوان حوثي على أجساد بائسة
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، لم يتوقّف الانقلابيون عن استهداف القطاع الصحي، مُخلِّفةً وراءها أزمة إنسانية شديدة الفداحة.
من جديد، وسعت الميليشيات الحوثية من حملة استهدافها الممنهج للمنشآت الطبية والدوائية التي بدأتها قبل فترة في العاصمة صنعاء، لتشمل مناطق أخرى خاضعة لقبضتها في ثلاث محافظات يمنية.
وفي الفترة الأخيرة، أطلقت المليشيات حملات ممنهجة استهدفت محافظات إب وذمار وعمران، تحت مسمى "نزول ميداني للجان خاصة بتقييم المنشآت الطبية والدوائية"، على غرار ما قامت به من عمليات نهب وسلب واسعة بحق المنشآت الطبية في صنعاء، تحت الاسم ذاته.
وأصدرت وزير الصحة في حكومة الحوثيين "غير المعترف بها" طه المتوكل بأن تستمر هذه الحملات مدة 15 يومًا، وتشمل كافة المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية والمختبرات، وتبلغ عددها في محافظة عمران 180 منشأة طبية خاصة، فضلًا عن 550 منشأة صحية خاصة في كل من ذمار وإب.
هذا الإجرام الحوثي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية بشكل أكبر من وضعها الكارثي في الوقت الحالي، حيث تكبَّد هذا القطاع أثمانًا شديدة الفداحة جرّاء الحرب الحوثية القائمة منذ خمس سنوات.
ومن بين الأهوال الصحية في مناطق الحوثي، حذّرت منظمة "أنقذوا الطفولة" أمس الأربعاء، من تأثُّر مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بفعل أزمة الوقود في مناطق شمالي البلاد، وقالت - في بيان: "سيؤثر نقص الوقود في شمال اليمن على مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بالفعل بأزمة إنسانية دامت خمس سنوات".
كما كشفت مصادر مطلعة أنّ المليشيات الحوثية اتخذت بعض الترتيبات من أجل إغلاق مستشفى 22 مايو بمحافظة عمران كمحاولة ضغط للسماح بوصول المشتقات النفطية والتي من خلالها يتم تهريب الأسلحة، وتنفيذ عمليات النهب.
المصادر كشفت أنّ ثلاث جهات يديرها الحوثيون، هي مكتب الصحة العامة والسكان ومستشفى 22 مايو والمعهد العالي للعلوم الصحية عقدت اجتماعًا مطولًا، استمر ست ساعات رأسه مدير عام مكتب الصحة محمد الحوثي ومدير المعهد العالي للعلوم الصحية فؤاد الحوثي و7 قيادات من مستشفى 22 مايو.
الاجتماع ناقش إلى تنفيذ توجيهات عليا صادرة من القيادات الحوثية في صنعاء بضرورة وضع خطة سريعة وورقة ضغط من خلال التهديد بإغلاق المستشفى أو السماح بوصول المشتقات النفطية والتي من خلالها يتم تهريب الأسلحة، وعمليات النهب.
وتهدف المليشيات من وراء ذلك، تشويه صورة التحالف العربي واتهامه بالتسبب في عرقلة وصول المسشتقات النفطية، وذلك بالتنسيق مع منظمات يعمل بها حوثيون لتصوير أوضاع مأساوية تسبب الحوثيون بها وتجييرها للتحالف العربي، وتغطية الحوثيين على نقص المشتقات النفطية التي تم التزود بها خلال أقل من يومين لتكفي لمدة شهرين، واختفاء عدد كبير من الأجهزة الطبية من المستشفى، وإرسال عدد من الأطباء والاستشاريين لمنازل قيادات حوثية والجبهات.
وقام الحوثيون بترتيب ووضع الذرائع والأعذار والمبررات التي تمهد لمواجهة غضب المواطنين والمرضى، ومواجهة ردة الفعل وإقناعهم بأنّ التحالف هو السبب في ذلك، والمتسبب في نقص الأدوية والخدمات الصحية، على أن يفرض قبول هذه المبررات على الناس دون تذمر.
المخطط الحوثي خلص إلى توجيه تهمة مسبقة للتحالف بما يحدث، وأنه المتسبب في نفاد كميات المشتقات النفطية بمخازن المستشفيات، وكذلك المتسبب في توقف مولدات الكهرباء عن العمل، مما تسبب في وفاة العديد من الأطفال الموجودين في الحضانات والذين يعتمدون على التنفس الاصطناعي، إلى جانب توقف العمليات القيصرية وجميع أنواع العمليات الكبرى، وتوقف الغسيل الكلوي.