أردوغان يأمر والإصلاح ينفذ.. ألغام إخوانية في مسار حوار جدة
يحاول إخوان حكومة الشرعية إيهام المجتمع المحلي والإقليمي حول موافقتهم ودعمهم لـ"حوار جدة" من أجل الوصول إلى صيغة حل سياسي توافقي ينهي الأزمة مع الجنوب، دون إراقة مزيدٍ من الدماء، لكنّ ممارسات حزب الإصلاح الإرهابي فضحت على صعيد كبير بغية إفشال هذا المسار.
أحدث التحركات الإخوانية على طريق تفخيخ "حوار جدة"، كشفها الناشط السياسي السعودي أبو وليد الغامدي تتعلق بمؤامرة يُجهزها حزب الإصلاح، بدعمٍ وتنسيق من تركيا، لإحداث مزيد من الفوضى في المرحلة المقبلة.
الغامدي قال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يقوم حزب الإصلاح الإخواني حاليًّا بترتيبات إعلامية لإرسال إعلاميين حربيين من مأرب إلى شبوة".
وأضاف: "أفاد مصدري في الشرعية بالرياض بأنّ هناك حدثًا قادمًا داخل شبوة لغفشال حوار جدة الذي يراه اخونج الشرعية انه ليس لصالحهم ولابد من إفشاله.. الحذر فقد صدرت توجيهات أردوغان للإخوان لإشعال المنطقة".
حديث "الغامدي" عن حدث إخواني قادم في شبوة يتفق مع ممارسات مليشيا حزب الإصلاح، التابعة لحكومة الشرعية في بالمحافظة خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتكبت المليشيات الإخوانية منذ احتلالها شبوة انتهاكات جسيمة في مجال حقوق الإنسان وممارسات تتمثَّل في إعدامات ومداهمة المنازل، وكذا الاختطاف.
وتجلّى هذا الإرهاب الإخواني في قمع تظاهرة سلمية خرجت في مدينة عزان قبل أيام للمطالبة بطرد مليشيا "الإصلاح" التي أطلقت النار من المسافة صفر على أحد المتظاهرين، فارتقى شهيدًا في الحال، بالإضافة إلى سلسلة طويلة من اختطاف المواطنين، وآخرهم الإعلامي الجنوبي جمال شنيتر.
في الوقت الذي تتعامل فيه القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" بحنكة كبيرة مع حوار جدة تقديرًا للمملكة العربية السعودية ورغبةً في حل الأزمة دون إراقة مزيدٍ من الدماء، فإنّ حكومة الشرعية تتعامل مع هذا الحراك بكثيرٍ من التناقض ومزيدٍ من الريبة، إداركًا من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بأنّ مستقبله السياسي سيتلاشى بشكل كبير في مرحلة ما بعد الحوار.
وفي العلن، تدعي حكومة الشرعية دعمها لحوار جدة خوفًا من الإيقاع في حرجٍ شديد أمام المملكة العربية السعودية التي دعّمتها على مدار سنوات بكل السبل، وهي في الوقتٍ نفسه تدرك جيدًا أنّ الاتفاق الذي سيُفضي إليه حوار جدة يُرسّخ حالة سياسية جديدة، تقضي على نفوذ حزب الإصلاح بشكل كبير، وهو ما يعني محاصرة "إخوان الشرعية" بين خيارين أحلاهما مر.
وأقدمت حكومة الشرعية - المخترقة إخوانيًّا - على كثيرٍ من الممارسات التي عمدت من خلالها إلى إفشال الحوار، وتجلّى ذلك في العدوان المستمر على الجنوب عسكريًّا وإعلاميًّا ونفسيًّا، وهو ما يقابل بمقاومة جنوبية باسلة على كافة المستويات.
ولجأ "إخوان الشرعية" مؤخرًا، إلى التحشيد العسكري صوب الجنوب عبر مجاميع مسلحة موالية لحزب الإصلاح، قدمت من مأرب لإحداث العدوان الإخواني، بالإضافة إلى التنسيق مع المليشيات الحوثية سواء عسكريًّا "على الأرض" أو سياسيًّا من خلال لقاءات عقدها وزراء بارزون في حكومة الشرعية، يوالون حزب الإصلاح، مع قادة حوثيين، تناولت تعزيز التنسيق فيما بينهم.
وقد فطِن المجلس الانتقالي الجنوبي مبكرًا إلى المحاولات الإخوانية من أجل إفشال حوار جدة، وقد عبّر عن ذلك الناطق باسم المجلس نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أكّد خلالها أنّ هذا الطرف الحكومي يسعى لإفشال الحوار.
وقال هيثم: "ندرك مخاطر عقلية الهيمنة لدى الإخوان وفرعهم حزب الإصلاح وأنها هي من أعطت الحوثيين القوة لاحتلال صنعاء بسبب التخاذل المستمر بالعمليات العسكرية لقيادة الإخوان ورفضهم مواجهة الحوثيين، ونحو ومستعدون لمواجهة أي محاولة للفوضى بالجنوب".
تعامل "إخوان الشرعية" المريب مع حوار جدة يأتي تخوفًا من المستقبل سيُفضي إليه، وقد صرّح "متحدث الانتقالي" عن ذلك قائلًا: "ندرك مخاطر عقلية الهيمنة لدى الإخوان وفرعهم حزب الإصلاح وأنها هي من أعطت الحوثيين القوة لاحتلال صنعاء بسبب التخاذل المستمر بالعمليات العسكرية لقيادة الإخوان ورفضهم مواجهة الحوثيين، ونحو ومستعدون لمواجهة أي محاولة للفوضى بالجنوب".