المليشيات وحمى الضنك.. وباء حوثي جديد ينخر في العظام المنهكة
أضافت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، إلى أجساد ملايين المدنيين المنهكة، مرضًا جديدًا، ضاعف من المأساة الصحية.
تقرير أوروبي حديث كشف عن تفشي حمى الضنك، في عديد المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، ما أدّى إلى وفاة 79 شخصًا خلال الأشهر التسعة الماضية.
المفوضية الأوروبية للحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية قالت إنّه تمَّ الإبلاغ عن 14 ألفًا و540 حالة مشتبه فيها من حمى الضنك، توفي منها 79 حالة منذ بداية العام.
محافظة تعز، المحاصرة من مليشيا الحوثي منذ 5 سنوات، تصدرت المحافظات في حالات الإصابة والوفيات بحمى الضنك، بواقع 38% من إجمالي الحالات المُبلغ عنها، منذ مطلع العام الجاري.
وأشار التقرير إلى تزايد خطر انتقال العدوى بحمى الضنك بسبب الحرب الحوثية، ونقص المرافق الصحية، وسوء الظروف المعيشة وعدم وجود أنشطة لمكافحة ناقلات الأمراض، وتواجه شريحة الفقراء، التي تمثل السواد الأكبر من السكان، صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية خاصة في ظل التكلفة العالية لخدمات المرافق الصحية الخاصة.
وعلى مدار سنوات الحرب الحوثية الخمس، تفشّت الكثير من الأمراض، التي أودات بأروح عشرات الالاف من السكان، في ظل تدهور القطاع الصحي، وعدم قدرته على الاستجابة لاستقبال الحالات المرضية الطارئة، ومنها الكوليرا والدفتيريا والحصبة وحمى الضنك.
وضمن عدوانها على القطاع الصحي، تسبّبت المليشيات في تهديد 900 منشأة طبية مهددة بالإغلاق بشكل كامل.
المليشيات الحوثية حذّرت من حدوث كارثة صحية، إذا توقفت المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة عن العمل، خلال أيام، في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، نتيجة قرب نفاد الوقود المشغل للمولدات الكهربائية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة والسكان في حكومة الانقلابيين "غير المعترف بها" يوسف الحاضري، إنّ أكثرمن 900 منشأة طبية، في مختلف مناطق البلاد، مهددة بالتوقف عن العمل، خلال الأيام القليلة المقبلة، جراء قرب نفاد الوقود المشغل للمولدات الكهربائية الخاصة بها، وعدم السماح بدخول المشتقات النفطية.
وأضاف الحاضري أنَّ توقّف المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل، قد يؤدي إلى حدوث كارثة صحية كبرى يصعب تداركها مستقبلاً.
وكانت منظمة "أنقذوا الطفولة" قد حذّرت في وقتٍ سابق، من تأثُّر مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بفعل أزمة الوقود في مناطق شمالي البلاد، وقالت - في بيان: "سيؤثر نقص الوقود في شمال اليمن على مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بالفعل بأزمة إنسانية دامت خمس سنوات".
ويعتبر القطاع الصحي أحد أهم القطاعات التي تضرّرت كثيرًا من حرب المليشيات التي خلّفت وراءها مسرحًا كبيرًا من الأمراض والأوبئة، وقبل أيام أقدم الحوثيون على إغلاق المستشفيات في صنعاء بشكل جزئي بحجة عدم توفر المشتقات النفطية.