كيف تكافح الإمارات تفشي الأوبئة الحوثية؟
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، جهودها التي تستهدف مكافحة عديد الأوبئة التي تسبّبت في تفشيها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
هيئة الهلال الأحمر، ذراع الإمارات الإنسانية، تستمر في مواجهة الأمراض والأوبئة بالمحافظات المحررة، عبر عيادات متنقلة وحملات رش رذاذي في عدد من المناطق التي شهدت هطول أمطار غزيرة في الفترة الأخيرة.
وتدخلت الهيئة في العاصمة عدن، بعد هطول الأمطار الغزيرة، عبر فرق شفط مياه الأمطار التي تجمعت في الشوارع والطرقات، لتسهم الحملة في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض.
كما ساهمت هيئة الهلال الأحمر، في حملة الرش الرذاذي لمكافحة البعوض للملاريا، وحمى الضنك، بمديريتي الحوطة وتبن.
ونجحت الهيئة في تعزيز مكافحة الأوبئة بالعيادة الطبية المتنقلة الثالثة في الساحل الغربي، حيث أوضح الفريق الطبي أن إطلاق العيادة الثالثة يأتي ضمن حملة الاستجابة الطارئة التي دشنتها الهيئة أخيرًا لمواجهة الأوبئة التي عادت إلى مديريات الساحل الغربي، مع موسم الأمطار.
وتقدم العيادات الثلاث خدماتها الطبية بمتوسط 100-120 حالة يوميًّا، معظمها حالات مصابة بالحميات والإسهالات المائية الحادة، وأمراض أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، شملت حملة الاستجابة الطارئة في الأسابيع الماضية، تزويد القطاع الصحي في المخا، والخوخة، وحيس، والتحيتا، بالأدوية والمحاليل المخبرية اللازمة لمكافحة وعلاج الملاريا وحمى الضنك، والإسهالات المائية الحادة.
وعلى الرغم من هذه الجهود العظيمة، تشن حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، هجمة شرسة عملت على استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة عبر أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة.
دولة الإمارات أسهمت عسكريًّا في تحرير أجزاء واسعة من اليمن وتطهيرها من مليشيا الحوثي، من خلال دعم المقاتلين وتجهيزهم وإسنادهم برًا وبحرًا وجوًا، في وقتٍ تحالفت فيه حكومة الشرعية، وهي تحت السيطرة الإخوانية، مع المليشيات الحوثية.
وسجلت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الإمارات، بحسب المركز الإعلامي لألوية الدعم والإسناد، انتصارات متسارعة وعلى أكثر من صعيد، إذ كانت البداية من العاصمة عدن في منتصف مايو 2015 عندما بدأت طلائع القوات الإماراتية تصل المدينة وتقاتل إلى جوار المقاومة لتحرير مطار عدن ثم تحرير لحج وأبين وصولًا إلى الساحل الغربي والحديدة.
القوات الإماراتية كان لها كذلك دور بارز في إعادة ترتيب صفوف المقاومة وتسليحها ودعمها وتشكيل الألوية العسكرية، وهو الأمر الذي سهّل تحرير المحافظات الجنوبية وباب المندب وسد مأرب وصولًا إلى المخا وحاليًّا مدينة الحديدة.
وخلال معارك دحر المليشيات الحوثية، قدّمت الإمارات تضحيات جسمية واستشهد عددٌ من جنودها البواسل في هذه المعارك، ولم يقتصر الأمر على تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، بل كانت المهمة الأصعب هي تأمين المحافظات المحررة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية.
في هذا الجانب، لعبت الامارات دورًا محوريًّا بدعم قوات خاصة لتأمين المحافظات الجنوبية وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش.
وشهدت محافظات الجنوب تراجعًا كبيرًا لتواجد الجماعات الإرهابية فيها، إذ تمّ طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، بالإضافة إلى مطاردة فلول التنظيم في شبوة ولحج وأبين وعدن، وهو ما ساهم في تراجع رقعة سيطرة الجماعات الإرهابية وانعكس بشكل إيجابي على الأمن في المحافظات المحررة بتراجع العمليات الإرهابية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%.
لم يقتصر دور الإمارات على العمليات العسكرية، بل كانت بنفس الوقت ومنذ بداية عاصفة الحزم تقوم بدور إنساني كبير لإنقاذ المدنيين والتخفيف من معاناتهم وعلى مسارات مختلفة، حيث ساهمت ومن خلال أذرعها الإنسانية المتمثلة في هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة خليفة بن زايد في إغاثة المواطنين، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة منذ الساعات الأولى لتحريرها.
واتبعت دولة الإمارات استراتيجية واضحة في العمل الإغاثي والإنساني تمثلت في تكثيف نشاطها وجهودها منذ اللحظات الأولى لتحرير المحافظات ودحر عناصر المليشيا الحوثية منها.
هذه الاستراتيجية التي بدأتها الإمارات في العاصمة عدن امتدت اليوم لتصل إلى الحديدة، حيث كثّفت هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد جهودهما ليس فقط لإغاثة أبناء المحافظات المحررة، بل لتطبيع الحياة في هذه المحافظات من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالكهرباء والماء وقطاعي الصحة والتعليم.
وساهمت هذه الجهود في استقرار المناطق المحررة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها، رغم محاولات بعض القوى السياسية الانتهازية تعطيل تلك الجهود أو التقليل منها.
كل هذه الجهود، قوبلت بحملات شيطانية شنّتها ولا تزال، عناصر نافذة في حكومة الشرعية، من الموالين لحزب الإصلاح أو المنتفعين من هذا الفصيل الإرهابي، وهي محاولات تشويه هدفت في المقام الأول إلى غرس الفتنة بين جناحي التحالف "السعودية والإمارات"، تنفيذَا لمؤامرة تقف وراءها دولتا قطر وتركيا.
ولا شكّ أنّ الجهود العظيمة التي قدّمتها الإمارات خلال السنوات الأخيرة والتي شهد لها القاصي والداني، يُمنّي حزب الإصلاح نفسه لو تُمحى من الذاكرة أو تُحذف من سجلات التاريخ، حتى لا تنكشف زيف مؤامراته تبوء بالفشل في كل مرة.