جدلٌ واسعٌ بتونس عقب المناظرة التلفزيونية بين القروي وقيس

السبت 12 أكتوبر 2019 04:11:25
testus -US

أحدثت المناظرة التلفزيونية بين المترشحين لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في تونس قيس سعيد ونبيل القروي، جدلاً واسعًا وصلت إلى الحدة والاتهامات المتبادلة، بين الطرفين.

جمعت المناظرة التي جرت بين المترشحين، ليل أمس الجمعة، ملايين التونسيين أمام شاشات التلفاز؛ لمعرفة برنامجهما الانتخابي ومناقشة كل منهما على حده موضوعات شائكة تخص الوسط التونسي.

وشملت المناظرة أربعة محاور تتعلق بالأمن القومي والدفاع والعلاقات الخارجية وصلاحيات رئيس الجمهورية والشأن العام، وطغت على جوانب من هذه المحاور العلاقة مع حركة "النهضة" الإسلامية التي أعلنت صراحة دعمها لقيس سعيد في هذا الاستحقاق.

من جانبهم، اعتبر متابعون للمناظرة أن نبيل القروي أظهر تمكنًا في الملفات ذات العلاقة بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يجب اتباعها في تونس في المرحلة المقبلة، لافتين إلى أنه انتصر على نظيره في الباب القانوني وكل ما له علاقة بالدستور والأحكام الدستورية والتعاطي مع القضاء وفي مسائل الحريات والعلاقات الخارجية وخصوصًا الملف الشائك الخاص بتجريم التطبيع مع إسرائيل.

وظهر القروي من خلال المناظرة ــ حسب المتابعين ــ حاسمًا في مسألة العلاقة مع حركة "النهضة"، مستخدمًا هذه الورقة ضد منافسه حين حذّره ممن سماهم "النمور" الذين سيتخلون عنه، في إشارة إلى "الإخوان".

وعلى الجانب الآخر، نفى سعيد علاقته بالحركة، معتبرًا أن كل الجهات التي ساندته إنما فعلت ذلك من تلقاء نفسها وأن رصيده الأساسي هو الشباب "غير المتحزّب"، مؤكدًا أنه لا يمكنه رفض دعم أي طرف سياسي، لكنه نفى بشدة أن يكون قد التقى رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، خلال الحملة الانتخابية، وهو ما تحدث عنه كثيرون ووثقوه بالصورة. 

وراهن سعيد على الشباب الذي دعمه في الدور الأول، موضحًا أنه لا يراهن على دعم أي طرف حزبي، وأن تونس لن تعود إلى الوراء، مُستلهمًا صورة الشاب الذي أطلق يوم 14 يناير 2011 عصفورًا من قفصه في المظاهرات العارمة التي اجتاحت العاصمة التونسية، قائلاً: "العصفور الذي أطلق لن يرضى اليوم بالعودة إلى قفصه ولن يرضى بالفتات".

في المقابل، أكد القروي أنه لن يقبل بتمرير قوانين أو المصادقة عليها ما لم تكن في خدمة تونس، معتبرًا أن رؤيته للملفات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية قائمة على أساس مقاربة ميدانية اشتغل عليها طيلة ثلاث سنوات.
وقال القروي إنه يعرف تونس ومشاكلها وإن لديه تصورًا لتطويرها وللقضاء على الفقر وعلى الإرهاب.