وزيرٌ في منظومة فاسدة.. لماذا تكثر الجولات الخارجية لمحمد الحضرمي؟
لم يكد يتولى محمد الحضرمي منصبه وزيرًا للخارجية في حكومة الشرعية حتى انخرط سريعًا في الفساد الذي يسيطر على هذا الفصيل، تعبيرًا عن حلقة جديدة من مسلسل العبث الحاد.
الحضرمي الذي عُيِّن في هذا المنصب، بتوجيهٍ من الإرهابي علي محسن الأحمر، ليمضي قدمًا في تنفيذ سياسات وأهداف الجنرال المحاصر بعديد الأدلة التي فضحت تورطه بارتكاب جرائم إرهابية، أجرى العديد من الزيارات الدبلوماسية، يظهر على أبواق الشرعية الإعلامية، تُوصف بأنّها لا تغني ولا تثمن من جوع.
جولات الحضرمي الخارجية الكثيرة عقب توليه المنصب مؤخرًا، أثارت الكثير من علامات الاستفهام، لا سيّما أنّ الوزير الصاعد حديثًا إلى هيكل الشرعية المتهالك، ينفق أموالًا كثيرةً خلال هذه "السفريات" وكذلك للمرافقين له، بالإضافة إلى حصوله على بدلات انتقال باهظة، بالإضافة إلى تكاليف التنقّل والإقامة في الدول التي يجري زيارات لها، ما اعتبر فسادًا حادًا ينخر في عظام هذا الفصيل المتهالك الذي استغلّ الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية لتكوين ثروات مالية طائلة عبر آلة فاسدة بشعة تأكل الأخضر واليابس.
فساد "الشرعية" يبرز أكثر في سفارتها لدى المملكة العربية السعودية، حيث تستغل السفارة أعداد اليمنيين الكبيرة في المملكة، وتفرض عليهم الكثير من الرسوم لتحقِّق أكبر قدر من العوائد المالية، وتموِّل احتياجات حكومة الشرعية والتي يستولى الكثير من قياداتها على أموالٍ منها، والتي تموِّل كذلك جولات الحضرمي.
ولعل أكثر ما يثير الريبة من جولات الحضرمي، إنسانيًّا على الأقل قبل أن تكون قانونيًّا، هو كيف لحكومة يُفترض أنّها ترعى مصالح ملايين الناس الذين يعيشون حياة حالكة إثر الحرب الحوثية والانهيار الاقتصادي الذي رافقها، وتترك كل ذلك ويجري قادتها تصرفات شديدة التبجُّح على آلام الناس، ومن بينها زيارات وزير الخارجية التي يستهدف هو الآخر من ورائها تحقيق "شو إعلامي" يخدم من خلاله أجندة حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني.
وباعتباره مسؤولًا عن الجانب الدبلوماسي لحكومة الشرعية، على الأقل على الورق باعتبار أنّه من الوارد أنّه مجرد "ورقة دومينو" تُحرك كما يُراد لها أن تتحرك من قِبل قادة الصف الأول في نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، فإنّ الحضرمي أصبح راعيًّا وقائدًا لأعمال فساد واسعة تُنفّذ في سفارات حكومة الشرعية بالخارج.
ومع امتداد الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014 والآثار المروّعة الناجمة عن هذه الحرب، فمن المفهوم أنّ أعدادًا كبيرة من المدنيين يضطرون للانتقال إلى بلد آخر بحثًا عن حياة مستقرة آمنة، لكنّ في نظر سفارات "الشرعية" فإنّ مواطنيها هؤلاء ليسوا إلا أرقامًا تزداد يومًا بعد يوم، تُجبى منهم الكثير من الأموال على أمور إدارية غير ذي قيمة، ما أضفى على حكومة الشرعية فسادًا "وحشيًّا".
كما أنّ هذه الممارسات الفاسدة من قبل الحضرمي رغم تعيينه حديثًا وزيرًا للخارجية، تعبّر عن الحالة العامة التي تسود في معسكر "الشرعية" بشكل عام، وهي التي أصبحت مرتعًا للفساد، وهي خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، وهناك الكثير من فضائح الفساد التي ارتكبها هذا الفصيل، والتي كانت سببًا رئيسيًّا في المعاناة الإنسانية التي يحيها ملايين المواطنين في بلد أصبح يعيش على المساعدات والإعانات.
حكومة الشرعية التي يبلغ فسادها أرقامًا مهولة، تقف عاجزةً عن تقديم خدمات للمواطنين، وأغلب المتورطين في قضايا الفساد هم أعضاء بارزون في حزب الإصلاح الإخواني.
وغرق الكثير من عناصر الإصلاح في حكومة الشرعية في صفقات فساد ومحسوبية، وتحويل مناصبهم إلى غنيمة خاصة بأحزابهم السياسية والمقربين منهم، على حساب أولويات التحالف العربي والقضية الرئيسية وهي الحرب على المليشيات الحوثية.