فساد أجنحة الشرعية في البنك المركزي.. صراع محموم وفضائح متبادلة

السبت 12 أكتوبر 2019 21:27:00
testus -US

يُمثّل البنك المركزي "حلبة فساد" تتنافس فيه قادة حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، على تكوين كل منهم ثروات طائلة، على حساب ملايين المواطنين الذين وُضِع أمرهم في قبضة من يستحقون أن تحتضنهم أقفاص الحديد الشهيرة في الزنازين.

ولأنّ الفاسد لا يحب أن يجاوره فاسد مثله لأنّ ذلك يُشعل صراعًا على الفساد فيما بينهم، فمنذ أن أقال الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، حافظ معياد من منصبه كمحافظ للبنك المركزي، بدأ "الأخير" تنفيذ خطة مزدوجة تقوم على أساس تسريبات لوثائق تكشف فساد الشرعية الذي كان هو جزءًا أصيلًا منها حتى وقت قريب.

مصادر موثوقة كشفت لـ"المشهد العربي"، أنّه نظرًا لأنَّ معياد أصبح يلهث خلف منصب رئيس الحكومة فهو لا يجرؤ أن يكشف الفساد بنفسه فيقوم عبر أطراف أخرى بتسريب هذه الوثائق التي كانت بحوزته وتحت نظره ولم يقم باتخاذ أي إجراء وقتما كان جزءًا من السلطة..

وقالت المصادر إنّ رسالة فريق العقوبات التابع للأمم المتحدة التي سرَّبها معياد لوسائل الإعلام ظنًا منه أنّها تدين هادي ونظامه، لا يدري أنّها تدينه بذات القدر، لا سيّما أنّ معياد لم يتخذ أي إجراء للتحقيق في الفساد الذي تحدث عنه عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يصبح محافظًا للبنك المركزي.

"لماذا لم يقم معياد بأي إجراء للتحقيق بالفساد أثناء عمله كمحافظ ثم لماذا اكتشف معياد الفساد بعد إقالته؟".. سؤال ملح فرض نفسه بشأن ما يجري بشأن كشف فساد الشرعية، وقد أجابت المصادر على ذلك بالقول إنّ معياد اختلف هو ورجل الأعمال أحمد العيسي مع هادي ليس من أجل المصلحة العامة، لكن بسبب الاختلاف على مبالغ بمليارات الريالات، وقد أصبح الآن معياد والعيسي في مواجهة ناصر نجل عبد ربه منصور وعبد الله العليمي مدير مكتبه، حيث يحاول الفريق الأول الضغط على هادي عبر هذه التسريبات المفضوحة من أجل إعادة معياد للمشهد بعد إخراجه منه.

ويعتقد معياد، بحسب المصادر، أنّه يملك قدرة خداع الجميع للتبرؤ من ماضيه الملوّث بالفساد، ويريد الاستفادة من أي تطورات سياسية مستقبلية ليعود إلى المشهد مرة أخرى، ومن أجل ذلك يحاول عبر كافة الطرق إفشال رئيس الحكومة معين عبدالملك من أجل أن يحل محله.

في المقابل، فإنّ الفريق الثاني "ناصر والعليمي" يُجهّز للإطاحة بمعياد من رئاسة اللجنة الاقتصادية، حيث قالت المصادر إنّ هادي سيصدر قرارًا يطيح بمعياد من اللجنة، بعد اكتشاف تلاعبه بتصاريح دخول سفن الوقود إلى الحديدة التي شريك فيها العيسي، ما يعني شطب معياد من المعادلة بشكل كامل.

وبالعودة للحديث عن فساد "الشرعية" في البنك المركزي، فإنّ مصادر لـ"المشهد العربي" سبق أن كشفت، أنّ عبد الله العليمي مدير مكتب هادي، والإرهابي علي محسن الأحمر نائب هادي، وناصر وجلال، نجلي هادي، قاموا بسحب مبالغ مالية كبيرة من أرصدة البنك المركزي بالخارج.

وأضافت المصادر أنّ هناك محاولة يقوم بها مسؤول كبير في البنك المركزي، عاد مؤخرًا إلى العاصمة عدن ويدعي أنه جنوبي، لكنَّه عاد لسحب وإتلاف جميع المستندات التي تدين صرفيات "الإخوان" غير القانونية.

وفي خضم هذه الصراعات بين كتائب الفساد المفضوح، يمكن القول إنَّ حكومة الشرعية أصبحت مرتعًا للفساد بعدما اخترقها حزب الإصلاح الإخواني بقيادة الإرهابي محسن الأحمر، المتورط بدوره في قضايا فساد وإرهاب لا تُحصى، بينما يواصل جرائمه دون رقيب أم محاسب.