سفارات اليمن بالخارج ترفع شعار: دعم الإرهاب والفساد أولاً
تكمن أدوار سفارات الدول حول العالم في التعامل مع المشكلات التي تواجه أبناءها والدفاع عن مصالح الدول التي تنتمي إليها، باعتبارها جزء من سيادة هذه الدولة خارج حدود أراضيها، غير أن الواضع يبدو مختلفاً بالنسبة لسفارات اليمن، والتي تتخصص فقط في دعم الإرهاب والفساد، وتأتي مصالح الدولة والمواطنين في زيل قائمة اهتماماتها.
لعل ما حدث، اليوم في ماليزيا، أكبر دليل على ذلك بعد أن احتفل أبناء الجنوب في ماليزيا بذكرى ثورة ١٤ أكتوبر، ضد الاستعمار البريطاني للجنوب، بعيدا عن سفارة اليمن، بعد أن أدركوا أنها لا تمثلهم ولا تعبر عنهم، بعد أشهر طويلة من المشكلات التي كان أغلبها يرتبط بتأخر صرف مستحقات الطلاب المالية دون تأخير، وتحولت السفارة إلى مكان دائم للتظاهر.
السفارة اليمنية في ماليزيا على وجه التحديد لها تاريخ طويل من الفساد ودعم الإرهاب، والتي كان آخرها ما تعلق بتعيين موظفيها، بعد أن كشفت وثائق معتمدة ظهرت للعلن في شهر مايو الماضي عن تسكين قيادات إخوانية في مكاتب السفارة بكوالالمبور وهم من أبناء مسؤولين حكوميين في حكومة الشرعية، أبرزهم تعيين نجل سلطان العتواني مستشار الرئيس عبدربه منصور ملحقا طبيا، رغم عدم وجود أي تعاون طبي بين اليمن وماليزيا.
كما شملت القرارات تعيين نجل وزير الإعلام عبدالله الأكوع، ونجل سفير اليمن بالبحرين علي الأحمدي، ونجل القائد العسكري الراحل أحمد سيف اليافعي، كدبلوماسيين في السفارة، وكلهم من خارج السلك الدبلوماسي ويفتقدون للمؤهلات المطلوبة في هذا الجانب.
ومن بين من تم تعيينهم شخصية محسوبة على الإرهابي علي محسن الأحمر، والتي جرى تعيينها كملحق تجاري في السفارة نفسها، وهو ما أدى إلى تصاعد حالة السخط في وسائل التواصل الاجتماعي باليمن جراء هذه التعيينات.
ولكن يبدو من الواضح أن هذه التعيينات لها أهداف أبعد من كونها أحد دلالات فساد حكومة الشرعية، وأن الهدف الأساسي يكمن في خدمة المخطط القطري الإيراني باليمن، وهو ما كشفت عنه وثائق إعلامية مؤخرا أشارت إلى ماليزيا تعد أحد الترانزيت للأموال القطرية المحولة إلى صنعاء لدعم مليشيا الإصلاح والحوثيين.
ووفق ما نشرته صحيفة "سبق" السعودية في ذلك الحين فقد كانت هناك لجنة في قطر لديها ممثل في سفارة الدوحة بصنعاء تشرف على آلية التمويل والتواصل وأيضا رفع النتائج إلى اللجنة العليا لدعم الإخوان في المنطقة والمسئول القطري في سفارة الدوحة باليمن لديه فريق محلي في اليمن عليهم وضع الخطط والتقديرات للتمويل وتقوم لجنة أخرى في الدوحة ولديها أيضا مندوبون في اليمن لتحديد طريقة إيصال الدعم .
وتحولت سفارات الشرعية اليمنية في البلدان المختلفة إلى مقار لممارسة الفساد، بعد أن عانى قرابة أربعة ملايين يمني في الخارج من ويلات هذا الفساد الذي كان من نتائجه تهجير البعض والقبض على البعض الآخر، تحت سمع وبصر وزير الخارجية الحالي محمد السنحاني.
وتتعامل سفارات الشرعية مع الجاليات اليمنية في الخارج والتي تضاعف أرقامها بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية، على أنهم مجرد أرقام تسعى للاستفادة منهم بأكبر قدر ممكن من دون أن توفر لهم الحماية والرعاية الكافية وهو الأمر الذي تسببت في زيادة المخالفات المرتكبة بعدد من السفارات في بلدان روسيا والصين ومصر.
وأقدمت الشرطة الروسية الأسبوع الماضي على اعتقال 3 طلاب مبتعثين، بعد تلقيها بلاغاً من السفير اليمني لدى موسكو أحمد سالم الوحيشي، وبحسب مصادر مطلعة فإن السفير اليمني في موسكو استدعى الشرطة الروسية للطلاب اليمنيين المتواجدين أمام السفارة، بعد قيامهم بتنظيم وقفة اعتراضاً على منعهم من دخول السفارة.