تطورات عسكرية.. بطولات جنوبية تردع المليشيات الحوثية في جبهة الضالع
تواصل القوات الجنوبية تسطير ملاحم بطولية في مواجهة المليشيات الحوثية الموالية لإيران في جبهة الضالع، مجدّدة العهد الذي قطعته على نفسها، المتمثل في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
جبهات محافظة الضالع الواقعة في أقصى الشمال الغربي للمدينة شهدت في الساعات الماضية تجدُّد المواجهات العسكرية بين الحينة والأخرى وذلك بعد محاولات يائسة من قبل مسلحي مليشيا الحوثي التسلل ومهاجمة مواقع القوات الجنوبية في عدد من الجبهات.
من جانبه، أكّد القيادي في اللواء 82 مشاة بالضالع العقيد شايف قايد سيف "أبو همام" أنَّ وحدات القوات الجنوبية المشتركة تجاوزت حبيل العبدي في الفاخر وباتت وحدات الاقتحام تتوغل في عمق الخطوط المتقدمة لقوات العدو، مشيرًا إلى أنّ قوات اللواء بقطاع الخرازة تصدت لهجوم نوعي شنته المليشيات الحوثية اليوم وكبدتهم خسائر فادحة.
في الوقت نفسه، دارت اشتباكات عنيفة أمس الاثنين في منطقة حبيل الكلب بين وحدات من القوات الجنوبية ومجاميع من مسلحي مليشيا الحوثي، حاولت مهاجمة المواقع العسكرية قبل أن ينكسر هجوم الأخيرة بفعل التماسك الكبير لصفوف القوات الجنوبية في هذه الجبهة.
وكانت جبهات محافظة الضالع الشمالية والغربية قد شهدت عصر أمس الاثنين، هدوءًا حذرًا بعد أنّ تمكنت وحدات من اللواء الرابع مقاومة والقوات الجنوبية من كسر هجوم عنيف لمسلحي مليشيا الحوثي، حيث أفاد مصدر عسكري بالضالع بأنّ المواجهات استمرت لساعتين تقريبًا قبل أن تنسحب عناصر الحوثي المهاجمة وتبسط القوات الجنوبية سيطرتها على الموقف العسكري هناك.
إجمالًا، حقّقت القوات المسلحة الجنوبية الكثير من الانتصارات على الحوثيين بمحافظة الضالع وتحديدًا في جبهة الفاخر على مدار الأيام العشرة الماضية، ونجحت في السيطرة على عشرات المواقع، ولا تزال تشق طريقها صوب محافظة إب، مقدّمة دروسًا عظيمة في الوفاء والإنسانية إلى جانب البطولات العسكرية.
تعاظم وتعدُّد الانتصارات الجنوبية على الحوثيين في بضعة أيام قليلة كشف الكثير من الحقائق على الأرض، أهمها حجم الوهن في معسكر حكومة الشرعية بعد اختراقها إخوانيًّا، وأنّها سببٌ رئيسٌ في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما انخرط حزب "الإصلاح" في تحالف مروّع مع الانقلابيين.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى قادة "إخوان الشرعية" وراء هذه الحالة من أجل أن يبرروا وجودهم ونفوذهم، بل وعملوا كذلك على تكوين ثروات مالية طائلة، عبر أعمال نهب وفساد طائلة ضاعفت من الأزمة الإنسانية، ودعّمت الحرب الحوثية بشكل غير مباشر.
ما يحدث على الأرض يبرهن على أنّ حكومة الشرعية مستفيدة من الوضع الراهن، وتسعى لإطالة أمد الحرب؛ إدراكًا منها أنّ بقاءها في السلطة مرهونٌ باستمرار العبث الراهن، وأن الحرب الحوثية ضمانة لأن يكوِّن لقادتها هذا الثراء الفاحش.
الطرف الأهم في هذه المعادلة هو التحالف العربي، الذي أصبح مطلعًا على كافة التفاصيل الدقيقة لما يجري من أحداث، وبات على قناعة كاملة بأنّ حكومة الشرعية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد الحرب، بينما تعتبر القوات المسلحة الجنوبية شريكٌ أساسي في خندق الحرب على المليشيات الحوثية.