عرقلة اجتماع إعادة الانتشار.. رصاصة سياسية حوثية على الجنرال الأممي
أعادت المليشيات الحوثية التأكيد على وجهها المتطرف وابتعادها التام عن طريق السلام، وذلك بإفشالها للمرة الثانية، عقد الاجتماع الثنائي الأول في مهمة الرئيس الجديد للجنة تنسيق إعادة الانتشار رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال الهندي أبهيجيت جوها الذي دعا إلى عقده صباح اليوم الثلاثاء على خطوط التماس بمدينة الحديدة.
المليشيات الحوثية أبلغت البعثة الأممية الخاصة بالرقابة على إعادة الانتشار في الحديدة ، بإلغاء الاجتماع المشترك الذي كان مقررًا انعقاده الثلاثاء للجنة تنسيق إعادة الانتشار، وقد صدر قرار إلغاء وتعطيل الاجتماع عن رئيس وفد الحوثيين في صنعاء وتم إبلاغ البعثة الأممية بذلك.
هذه الخطوة الحوثية تزامنت مع استمرار التحشيد العسكري للمليشيات في عدة جبهات ومناطق بمحافظة الحديدة.
والجمعة الماضية، شرعت المليشيات الحوثية في وضع العراقيل أمام الجنرال جوها، حسبما كشفه الناطق باسم عمليات تحرير الساحل الغربي وضاح الدبيش، الذي قال إنّ الحوثيين أفشلوا عقد الاجتماع الأول بحجة أن الدعوة وصلت في وقت متأخر.
وأضاف أنّه بحسب ما جرى الاتفاق عليه في الاجتماع المشترك السادس للجنة تنسيق إعادة الانتشار لن تشارك اللجنة الأممية في الاجتماع الأول هذه المرة ولكنها ستقدم الدعم لكلا الطرفين لعقد الاجتماع الأول.
المليشيات الحوثية الموالية لإيران لم تكتفِ بإفشال هذا الاجتماع، لكنّها كانت قد استبقت ذلك بحشد أعداد كبيرة من مسلحيها مدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة نحو مناطق مختلفة من مديريات محافظة الحديدة.
ويبدو أنّ المليشيات أرادت بهذه التحرُّكات، توصيل رسالة للجنرال الهندي المتقاعد أبهيجيت جوها الذي تولى مهامه يوم السبت الماضي، كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلفًا للجنرال الدنماركي مايكل لوليسجارد الذي غادر منصبه في 24 يوليو الماضي.
الجرنال جوها هو ثالث رئيس للجنة والفريق الأممي في اليمن، وذلك بعد الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الذي استقال من منصبه في يناير الماضي، وخلفه لوليسجارد الذي غادر منصبه بعد قرابة ستة أشهر.
وتضم لجنة إعادة الانتشار، ستة أعضاء عسكريين من حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، وتقضي مهمة اللجنة بتنسيق سحب قوات الطرفين من مدينة وموانئ الحديدة، فيما يعمل فريق المراقبين الدوليين على مراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على تنفيذ اتفاق ستوكهولم في ما يتعلق بالحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وأكّدت المليشيات الحوثية، عبر تحشيدها المتواصل صوب الحديدة، أنّ مهامًا شاقة تنتظر الجنرال الهندي - الأممي، بعدما فشلت الأمم المتحدة في إجبار مليشيا الحوثي على تنفيذ اتفاق السويد، حيث ارتكب الانقلابيون أكثر من سبعة آلاف خرق، أجهضت بها فرص نجاح هذا الاتفاق.
وما يضاعف من صعوبات مهمة "جوها"، أنّه سيكون مطالبًا بتحسين صورة الأمم المتحدة، لا سيّما فيما يتعلق بحقبة لوليسجارد الذي كان أداؤه مثيرًا للتساؤلات، وتحديدًا بعدما انخرط في أحضان المليشيات الحوثية في أواخر فترته.