إرهاب المليشيات في إب.. 14 ألف انتهاك تُلخِّص قوة الحوثي الغاشمة
على مدار خمس سنوات، هي عُمر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، ارتكب الانقلابيون الكثير من الانتهاكات في مناطق سيطرتها بغية ترهيب معارضيها، وفرض سلطتها بالقوة الغاشمة.
تقارير حديثة كشفت أنَّ مليشيا الحوثي ارتكبت أكثر من 14 ألف انتهاك خلال خمس سنوات بمحافظة إب وتحديدًا خلال الفترة من 15 أكتوبر 2014 حتى أمس الثلاثاء، تتعلق بالانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون بالإضافة إلى جرائم وفوضى أمنية من قِبل عصابات مسلحة تتبع المليشيات.
وارتكب الحوثيون خلال هذه الفترة، 1046 جريمة قتل و1160 جريمة إصابة، من قِبل مسلحون تابعون للمليشيات، إضافةً إلى جرائم الفوضى الأمنية وانتشار السلاح الذي تسببت به المليشيات منذ سيطرتها على المحافظة.
واختطفت المليشيات 4054 مواطنًا، ضمن حملات مكثفة أبرزها حملات الإختطاف التي طالت معارضين للحوثيين وناشطين سياسيين وإعلاميين، وحملات اختطافات موسعة استهدفت مدنيين رافضين للقتال في صفوف المليشيات، إضافةً إلى مختطفين من نقاط التفتيش.
كما ارتكبت المليشيات 1021 جريمة ابتزاز مالي وفرض إتاوات على تجار وباعة وملاك مؤسسات، جنت من خلالها مليارات الريالات لصالحها تحت مسميات كثيرة من بينها المجهود الحربي وإحياء مناسبات طائفية.
الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية ارتقت إلى جرائم الحرب والإبادة وفق تصنيفات المحاكم والقوانين الدولية، حيث قامت المليشيات بتصفية 21 مختطفًا تحت التعذيب في سجونها، إضافة إلى تعذيب 207 مختطفين آخرين بشتى أنواع التعذيب، بينهم ناشطون وإعلاميون وكتاب وصحفيون وسياسيون.
كما أعدمت المليشيات تسعة مواطنين بدم بارد في منازلهم في عدد من مديريات المحافظة عبر حملات مسلحة معززة بآليات عسكرية، بالإضافة إلى تسجيل 15 حالة اغتيال لضباط وسياسيين في المحافظة.
كما تسبّب الحوثيون في تشريد 2109 أسر عبر التهجير القسري الذي فرضته على عدد من المناطق الرافضة لهم وعمليات القصف المدفعي والصاروخي، إضافة إلى عمليات المطاردة والاختطافات التي أدت إلى هروب وتشرد عدد كبير من تلك الأسر.
ولا تتوقّف مليشيا الحوثي عن ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد معارضيها بغية ترهيبهم وذلك من أجل وأد أي انتفاضة قد تحدث ضد الانقلابيين جرّاء الأزمات الإنسانية الفادحة التي تسبّبوا فيها.
المليشيات كثّفت في الأيام الأخيرة، من حملاتها القمعية ضد السكان والمسافرين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وطالت حملات الاعتقال عددًا من المناهضين للحوثيين في محافظات الجوف وصنعاء وذمار وتعز والبيضاء، وذلك استمرارا لسياسية التخويف والترهيب التي تنتهجها جماعة الحوثي ضد السكان المحليين.
وبلغ عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم المليشيات في الأيام العشرة الأخيرة، أكثر من 64 شخصًا، حسبما اعترف الحوثيون أنفسهم، حيث أقدم عناصر الحوثي في نقاط التفتيش التابعة للمليشيات على اختطاف العشرات من المسافرين أثناء تنقلاتهم بين المحافظات إلى جانب قيام عناصر أخرى بتنفيذ حملات دهم للمنازل.
المعتقلون لدى الحوثي يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب دون محاسبة للمليشيات على هذه الجرائم المروعة، كما أنّ الانقلابيين باتوا يتخذون منهم دروعًا بشرية، في الحرب الراهنة.
وقد كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّه رصد تنفيذ مليشيا الحوثي عملية نقل لمئات المعتقلين من أحد السجون في صنعاء إلى موقع عسكري، معبرًا عن مخاوفه من استخدام المليشيات للمحتجزين دروعًا بشرية وتعريض حياتهم للخطر.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّه رصد في الآونة الأخيرة عمليات غير اعتيادية من قبل مسلحي مليشيا الحوثي، بينها تجميع مئات المعتقلين ونقلهم إلى السجن المركزي في صنعاء، ونقل المرصد عن مصادر محلية قولها إنّ مليشيا الحوثي أجبرت نحو 400 معتقل على ارتداء بزّات عسكرية داخل السجن المركزي، ومن ثم قامت بتقييدهم، ونقلتهم يوم السبت الماضي إلى معسكر الأمن المركزي في منطقة السبعين في صنعاء.
ورجّحت المصادر إتّباع مليشيا الحوثي هذا السلوك لإيهام قوات التحالف العربي بوجود أنشطة عسكرية في المكان حتى تورطها بشن غارات جوية على تلك الأماكن، من أجل كسب تعاطف على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
وفي سبتمبر الماضي، كشف تقرير فريق الخبراء الدوليين تعرُّض ما يزيد على 300 امرأة وفتاة للعنف والترهيب من قبل مليشيا الحوثي، محذرًا من تفاقم التهديدات بالاغتصاب والاتهامات بالدعارة.
واتهم التقرير، مليشيا الحوثي بالسعي للتغطية على جرائم اختطاف وإخفاء عشرات النساء، باتهامهن بارتكاب أفعال غير أخلاقية، موضحًا أن العامين الأخيرين اتهمت النساء بالدعارة والاختلاط في صنعاء.
واستخدمت المليشيات، مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضم نساءً، ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لإضفاء الشرعية على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات.