الاتفاق القريب والفشل الكبير.. بين حوار جدة ومؤامرة محور الشر
رأي المشهد العربي
بينما تتعدد المعلومات المتداولة بشأن حوار جدة وما يفضي إليه من اتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، وفيما لا يوجد إعلان رسمي بشأن ما خلص إليه، إلا أن الثابت أن هزيمة مدوية قد مُني بها محور الشر.
المحور الذي يضم قطر وتركيا مع حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، لم يقتصر على محاولته إفشال الحوار، لكنه عمل على ما هو أكبر من ذلك، من خلال محاولة الإيقاع بين جناحي التحالف، "السعودية والإمارات ".
انتهاء حوار جدة إلى اتفاق سياسي، يمثل ضربة استراتيجية من التحالف العربي لمؤامرة المحور الشرير، الذي حاول بدوره أن يضمن مكانًا سياسيًا لحزب الإصلاح في مستقبل ما بعد الحوار.
إنجاز الاتفاق يمثل خطوة بالغة الأهمية باعتباره يوجه ضربة قاصمة للمحاولات الإخوانية التي رمت إلى إشعال جمرة نار على أرض الجنوب، تسكب بعدها مليشيا الإرهابي علي محسن الأحمر بنزين العداء والكراهية.
وعبر تحشيد إرهابي مسلح، وحملات إعلامية ونفسية شيطانية، حاول المعسكر الإخواني بتنسيق وأوامر مباشرة من دولة قطر إفشال محادثات جدة، وقد ظهر ذلك جليًّا في تعامل حكومة الشرعية مع دعوات المملكة، عندما رفضت الدعوة الأولى في أغسطس، وتعاملت بتناقض صارخ مع الدعوة الثانية في سبتمبر.
كان "الإصلاح" مجبرًا على المشاركة في المحادثات، فحكومة الشرعية التي دعّمتها السعودية بأوجه عديدة منذ سنوات، وجدت نفسها في حرج شديد جعلها تقبل المشاركة في نهاية المطاف، لكنها عملت من وراء الستار لإفشال الحوار، وقد تجلى ذلك في تأخرها أو بالأحرى تعمُّدها تأخير التوصل إلى اتفاق.
الاستراتيجية المريبة التي اتبعها "الإصلاح" في تعامله مع حوار جدة سببها هو إدراك هذا الفصيل أن ما بعد الحوار لن يكون كما قبله، وأنّ أيام الحزب الإخواني في معسكر "الشرعية" أصبحت حقائق.
ولعل ما يُعزّز من هذا التوجه هو أنّ كافة الحقائق أصبحت واضحة أمام مختلف الأطراف، لا سيّما أمام التحالف العربي الذي تيقَّن من حجم خيانة "إخوان الشرعية"، وكيف تحالفوا سرًا وعلنًا مع المليشيات الحوثية لطعن التحالف العربي من الظهر، وهو ما تسبّب في إطالة أمد الحرب كثيرًا.