الإضراب عن الطعام.. سلاح المختطفين السلمي في سجون الحوثي
لجأ عدد كبير من المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، إلى الإضراب عن الطعام تعبيرًا عن غضبهم من طول مدة اختطافهم واعتقالهم، وبحثًا عن استرداد حريتهم.
مصادر حقوقية كشفت أنَّ عددًا من المختطفين في سجن الثورة الاحتياطي الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي في صنعاء، أضربوا عن الطعام منذ أربعة أيام؛ وذلك احتجاجًا على طول أمد اختطافهم اللاقانوني، مطالبين بسرعة إطلاق سراحهم ونيل حرياتهم الكاملة.
حال هؤلاء المختطفين لا يختلف كثيرًا عن مئات غيرهم، الذين تمر عليهم السنوات وهم خلف القضبان دون وجه حق، وهو ثمنٌ يدفعونه جرّاء الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية.
ويعوِّل المختطفون وأسرهم كذلك، أن يساهم الإضراب عن الطعام في الضغط على الجهات الدولية المعنية للضغط على المليشيات من أجل الإفراج عنهم، بعدما ذاقوا الكثير من صنوف التعذيب والانتهاك في سجون الحوثيين.
وكانت رابطة أمهات المختطفين قد دعت مؤخرًا، لممارسة الضغوط اللازمة على المليشيات الحوثية من أجل الإفراج عن أبنائها المختطفين والمخفيين قسرًا، وناشدت المنظمات الحقوقية وناشطي حقوق الإنسان الضغط لإنقاذ أبنائها المختطفين والمخفيين قسرًا، ودعت الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي إنجاز ملف المختطفين والسير فيه بخطى متسارعة حتى إطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسرًا.
المعتقلون لدى الحوثي يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب دون محاسبة للمليشيات على هذه الجرائم المروعة، كما أنّ الانقلابيين باتوا يتخذون منهم دروعًا بشرية، في الحرب الراهنة.
وقد كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّه رصد تنفيذ مليشيا الحوثي عملية نقل لمئات المعتقلين من أحد السجون في صنعاء إلى موقع عسكري، معبرًا عن مخاوفه من استخدام المليشيات للمحتجزين دروعًا بشرية وتعريض حياتهم للخطر.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّه رصد في الآونة الأخيرة عمليات غير اعتيادية من قبل مسلحي مليشيا الحوثي، بينها تجميع مئات المعتقلين ونقلهم إلى السجن المركزي في صنعاء، ونقل المرصد عن مصادر محلية قولها إنّ مليشيا الحوثي أجبرت نحو 400 معتقل على ارتداء بزّات عسكرية داخل السجن المركزي، ومن ثم قامت بتقييدهم، ونقلتهم يوم السبت الماضي إلى معسكر الأمن المركزي في منطقة السبعين في صنعاء.
ورجّحت المصادر إتّباع مليشيا الحوثي هذا السلوك لإيهام قوات التحالف العربي بوجود أنشطة عسكرية في المكان حتى تورطها بشن غارات جوية على تلك الأماكن، من أجل كسب تعاطف على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
وفي سبتمبر الماضي، كشف تقرير فريق الخبراء الدوليين تعرُّض ما يزيد على 300 امرأة وفتاة للعنف والترهيب من قبل مليشيا الحوثي، محذرًا من تفاقم التهديدات بالاغتصاب والاتهامات بالدعارة.
واتهم التقرير، مليشيا الحوثي بالسعي للتغطية على جرائم اختطاف وإخفاء عشرات النساء، باتهامهن بارتكاب أفعال غير أخلاقية، موضحًا أن العامين الأخيرين اتهمت النساء بالدعارة والاختلاط في صنعاء.
واستخدمت المليشيات، مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضم نساءً، ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لإضفاء الشرعية على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات.
ولفت التقرير إلى استخدام الحوثيين القوة المفرطة ضد التجمعات النسائية السلمية، ومنها الاحتجاجات التي قادتها نساء المؤتمر الشعبي في ديسمبر 2017 ومارس 2018، وقمعتها بعنف قوات الأمن النسائية التابعة للحوثيين.
هذه الممارسات الحوثية، تستهدف بشكل رئيسي نشر الترهيب والتخويف في مناطق سيطرة الحوثي، وذلك في محاولة من المليشيات للسيطرة على الأوضاع، ومنع أي تحرُّك يستهدف الانقلابيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهي سياسة حوثية متوصلة من أن أشعلت الحرب في صيف 2014.