فئران الحوثي تستأسد على مدنيي الضالع بعد بطولات الجنوبيين
لم تجد المليشيات الحوثية وسيلة للرد على الخسائر التي مُنيت بها أمام القوات الجنوبية في محافظة الضالع، وتحديدًا جبهة الفاخر، إلا والتنكيل بالمدنيين عبر أعمال نهب واسعة.
المليشيات الموالية لإيران أقدمت على نهب مزرعة دواجن في قعطبة بمحافظة الضالع، وذلك بعدما فشلت عناصر الحوثي في اقتحام منطقة الفاخر، حيث اقتحموا مزارع الدجاج خلف منطقة صبيرة بقعطبة ونهبوا ما بداخلها من دواجن.
إقدام الحوثيين على هذه الجرائم التي تستهدف المدنيين جاءت بعدما مُنيت المليشيات خسائر كبيرة أمام بطولات تُسطِّرها القوات الجنوبية في جبهة الفاخر على وجه التحديد خلال الأيام القليلة الماضية.
البطولات الملحمية للقوات الجنوبية أمام المليشيات الحوثية لقّنت الانقلابيين دروسًا عسكرية كبيرة، ودروسًا أخرى لحكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي يرتمي أكثر وأكثر في أحضان المليشيات الموالية لإيران.
فعلى الصعيد الميداني، نفّذت وحدة المدفعية التابعة للقوات الجنوبية ضربات نوعية مركزة، مستهدِفة نقاط تجمع مليشيا الحوثي، الأمر الذي مكنها من إحكام سيطرتها على المناطق التي حررتها في جبهة الفاخر شمال قعطبة الأسبوع الماضي.
العمليات النوعية للقوات الجنوبية المشتركة قلبت الموازين رأسًا على عقب ركّزت هجومها على العمق، حيث تمكّنت من تكبيد المليشيات الحوثية هزائم متلاحقة موقعة الرعبة والخوف في صفوف مليشيا الحوثي التي فرت من ساحة المعركة تجر وراءها ذيل الهزيمة والذل والهوان.
وخاضت القوات الجنوبية معارك شرسة مع الحوثيين في الساعات الماضية، في مواقع حبيل العبدي ولكمة عثمان بجبهة الفاخر، تمكنت فيها من تكبيد المليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وأمس الأول الثلاثاء، تمكَّنت القوات الجنوبية من تدمير ثلاثة أطقم لميليشات الحوثي أحدهما يحمل مدفع م/ط عيار 23 مم في محيط مدينة الفاخر شمال غرب قعطبة، وأشارت مصادر عسكرية إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى كانوا على متن الأطقم العسكرية التابعة للمليشيات.
وفي اليوم نفسه، اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الحوثي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وذلك بسبب محاولة تسلل حوثية إلى مواقع القوات الجنوبيَّة في حبيل الكلب ولكمة عُثمان المطلة على مدينة الفاخر، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الحوثيين.
وصرّح مصدر عسكري في اللواء 30 مدرع بأنّ القوات الجنوبية كبَّدت المليشيات الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع تبة عثمان وحبيل العبدي بمنطقة الفاخر غرب مديرية قعطبة.
وأكّد أنّ العديد من عناصر مليشيا الحوثي حاولت التسلل الى مواقع القوات الجنوبية المشتركة في حبيل العبدي وتبة عثمان شمالي وجنوب مدينة الفاخر، موضّحًا أنّ العديد من قتلى وجرحى المليشيات شمالي مواقع القوات الجنوبية المشتركة في تبة عثمان وحبيل العبدي مرمية، لم تستطيع المليشيات انتشالها.
ميدانيًّا أيضًا، كسرت القوات الجنوبية هجومًا عسكريًّا لمليشيا الحوثي غربي قعطبة أثناء محاولتها استعادة منطقة الفاخر، حيث شهدت لكمة عثمان الواقعة في محيط بلدة الفاخر غربي قعطبة بالضالع مواجهات متقطعة خلال الساعات الماضية، على وقع اندلاع اشتباكات عنيفة إثر محاولة مليشيا الحوثي شن هجوم عسكري على الموقع الذي تتحصّن فيه قوات اللواء الرابع مقاومة.
وأكّد قيادي في اللواء الرابع مقاومة أنّ قوات اللواء الرابع مسنودة بوحدات من القوات الجنوبية كسرت الهجوم الحوثي وأجبرت المليشيات على التراجع، وأضاف أن القوات الجنوبية التي يتقدمها اللواء الرابع مقاومة واللواء 82 مشاة وكتائب الشوبجي كسرت أعنف عملية عسكرية بعد تحرير الفاخر.
تعاظم وتعدُّد الانتصارات الجنوبية على الحوثيين في بضعة أيام قليلة كشف الكثير من الحقائق على الأرض، أهمها حجم الوهن في معسكر حكومة الشرعية بعد اختراقها إخوانيًّا، وأنّها سببٌ رئيسٌ في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما انخرط حزب "الإصلاح" في تحالف مروّع مع الانقلابيين.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى قادة "إخوان الشرعية" وراء هذه الحالة من أجل أن يبرروا وجودهم ونفوذهم، بل وعملوا كذلك على تكوين ثروات مالية طائلة، عبر أعمال نهب وفساد طائلة ضاعفت من الأزمة الإنسانية، ودعّمت الحرب الحوثية بشكل غير مباشر.
ما يحدث على الأرض يبرهن على أنّ حكومة الشرعية مستفيدة من الوضع الراهن، تسعى لإطالة أمد الحرب؛ إدراكًا منها أنّ بقاءها في السلطة مرهونٌ باستمرار العبث الراهن، وأن الحرب الحوثية ضمانة لأن يكوِّن لقادتها هذا الثراء الفاحش.
الطرف الأهم في هذه المعادلة هو التحالف العربي، الذي أصبح مطلعًا على كافة التفاصيل الدقيقة لما يجري من أحداث، وبات على قناعة كاملة بأنّ حكومة الشرعية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد الحرب، بينما تعتبر القوات المسلحة الجنوبية شريكٌ أساسي في خندق الحرب على المليشيات الحوثية.