حصار أذرع إيران في العراق ولبنان يمهد لانفراط عقد الحوثي باليمن

الأحد 20 أكتوبر 2019 23:13:19
testus -US
أظهرت وسائل الإعلام الإيرانية موقفاً رافضاً للمظاهرات التي اندلعت في العراق قبل أسبوعين ولحقتها في لبنان منذ الخميس الماضي، وهو ما يبرهن على أن أذرعها في البلدان يعانيان حصاراً شعبياً تسعى لتقويضه من أجل استمرار سيطرتها على المقدرات العربية، غير أن سقوط الحكومات التي تدعمها طهران في كلا البلدين يمهد لانفراط عقد المليشيات الحوثية في اليمن.
تحاول إيران أن تجمع بين مليشياتها المسلحة التي تدعمها في البلدان الثلاث، ولعل وجود عناصر من حزب الله في اليمن يعد أكبر دليل على ذلك ومن ثم فإن مظاهرات لبنان بالتأكيد ستؤثر على اهتمام حزب الله بالجوانب الإقليمية وتجعله أكثر حرصاً على أن يظل متماسكاً في الداخل وهو ما قد يؤدي إلى انسحاب عشرات الخبراء اللبنانيين الذين يعملون مع المليشيات الحوثية ويتورطون في إطلاق الطائرات المسيرة على المملكة العربية السعودية.
ويرى مراقبون أن انشغال إيران بما يجري في العراق ولبنان قد ينعكس بالسلب على المليشيات الحوثية تحديداً بعد أن دفعت طهران الحكومة العراقية لتقديم تنازلات عدة وتعهدها بتقديم دعم مادي سخي لحل حالة الاحتقان، وهو ما قد يدفعها لتوجيه جزء من ميزانيتها الموجهة للمليشيات إلى الحكومات التي تدعمها لتقويض المظاهرات.
ولم يغط الإعلام الإيراني الحراك اللبناني كما يستحق، بل ركز على خطاب حسن نصر الله، على نحو يظهر مدى قلق طهران على مصيره، الأمر الذي يؤكد على أن إيران عازمة على توجيه دفة اهتماماتها باتجاه المناطق التي يتهدد فيها نفوذها بشكل كبير.
ات الفكرة تبنتها وسائل إعلام إيرانية أخرى، مصورة ما يجري في لبنان على أه مؤامرة من حلفاء الحريري، مسلطة الضوء على رفض نصرالله استقالة الحريري من منصبه في هذا الوقت.
ورد المتظاهرون اللبنانيون على كلمة نصر الله التي ألقاها السبت تعليقا على الاحتجاجات التي انطلقت منذ مساء الخميس في أنحاء البلاد ضد الفساد وفرض ضرائب جديدة.
فبعد انتهاء كلمة نصر الله هتف متظاهرون تجمعوا في ساحة رياض الصلح وسط بيروت "كلن يعني كلن.. نصرالله واحد منن (منهم)" في إشارة إلى الدعوات التي أطلقها المحتجون بضرورة رحيل الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد بشكل كامل.
يذكر أن مليون و200 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع في بيروت ومدن لبنانية أخرى احتجاجا على الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وفق إحصاءات وكالة رويترز.
وقد مثل المحتجون مختلف فئات المجتمع اللبناني الاجتماعية والسياسية، ولم يظهر أي لون حزبي في المظاهرات التي اندلعت منذ مساء الخميس، وحرص هؤلاء على رفع العلم اللبناني فقط، والهتاف بشعارات ضد الفساد والطبقة السياسية الحاكمة.