عبر تطهير الجنوب.. الإمارات تلقن العالم دروساً في فنون مواجهة الإرهاب
لقنت دولة الإمارات العربية المتحدة بجهودها الأمنية المتميزة دروساً يستفاد منها العالم بعد أن تمكنت بمشاركة المقاومة الجنوبية في تطهير الجنوب من العناصر الإرهابية، ولعل ذلك ما دفع الباحثة في جامعة أكسفورد البريطانية، إليزابيث كاندل، للإشادة بجهود الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة الإرهاب، في وقت لاقت تلك الجهود تقديراً من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.
وتكمن أهمية التركيز على تلك الجهود في الوقت الحالي، للتأكيد على أن دولة الإمارات كان هدفها الأساسي طوال سنوات تواجدها في الجنوب هو التخلص من فساد السلطات الحاكمة والتي أفسحت المجال أمام انتشار الإرهاب في جميع المحافظات، وهو ما ينبغي على الجميع أن يتذكره.
ولعبت دولة الإمارات وقواتها المسلحة في اليمن دور ريادي في محاربة الإرهاب، إلى جانب دورها البارز ضمن قوات التحالف العربي في دحر مليشيات الحوثي وكسر مشروع إيران وإطماعها.
وعقب تحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي، حملت دولة الإمارات على عاتقها ملف محاربة الإرهاب الذي استغل تواجد مليشيات الحوثي للانتشار في الجنوب، حتى وصل تواجد تلك الجماعات الإرهابية إلى العاصمة عدن وتحديداً مديرية المنصورة.
ودعمت دولة الإمارات تأسيس قوات أمنية متخصصة في محاربة الإرهاب، تمثلت بالأحزمة الأمنية وقوات النخب، وعقب تدريبها وتأهيلها، ودعمها بالسلاح من قبل الإمارات، وبدأت في تنفيذ عمليات أمنية ضد الجماعات الإرهابية، واستطاعت القوات الجنوبية تأمين محافظات الجنوب من الجماعات الإرهابية.
وتمكنت قوات الحزام الأمني والنخب وخلال عملياتها الأمنية التي قادتها وأشرفت عليها القوات المسلحة الإماراتية من قتل واعتقال عشرات القيادات وأمراء التنظيمات الإرهابية وتفكيك العديد من معامل صناعة المفخخات والعبوات الناسفة وكميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وكذلك ضبط خلايا تنفذ عمليات الاغتيالات.
وأسهم ذلك في تعزيز الأمن ودحر الإرهاب، واضحى الإرهاب أقل حدة وخطورة في صورة لم يشهدها الجنوب من قبل، بل ان الجماعات الإرهابية وتحت العمليات الحاسمة من قبل قوات الحزام اضطرت للهروب صوب مناطق الشمال وعلى وجه الخصوص البيضاء ومأرب.
وبدأت أول الإنجازات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية بدعم وإشراف الإمارات في أبريل 2016 ، وذلك، حين تم دحر الإرهاب من المكلا وتأمين ساحل حضرموت ، وفي منتصف 2016 طرد الإرهاب من مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، ومن ثم استمرار جهود تعزيز الأمن والاستقرار في عدن.
في أغسطس 2016 أسهمت الإمارات في دحر الإرهاب من مديرية الحوطة وتأمين كامل محافظة لحج ، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، وبعد عام تقريباً تمكنت من دحر الإرهاب من مديريات محافظة أبين وتأمين 80% من مناطقها، وانحصر نشاط الجماعات الإرهابية فيها، ليعود بعض النشاط مع اجتياح مليشيات الإخوان الشمالية للمحافظة قبل أن يتم دحرها، وتبقى متمركزة في أطرافها.
خلال الفترة من أغسطس 2017 إلى 26فبراير 2018، جرى تنفيذ العديد من العمليات الأمنية لمحاربة الإرهاب ، وتمكنت قوات النخبة الشبوانية من دحر الإرهاب من أهم مناطق شبوة وتأمينها ، بدعم وإشراف الإمارات قبل أن تجتاحها مليشيات الإخوان التابعة للشرعية وتسيطر على عاصمتها عتق والمديريات المجاورة ، وإعادة معها نشاط الإرهاب.
ويقول مراقبون سياسيون وعسكريون على أن الدور الريادي الذي لعبته الإمارات في دعم وإنشاء قوات الحزام الأمني والنخب، أسهم في تحقيق إنجازات كبيرة في هذا الملف، أثمرت عن دحر التنظيمات الإرهابية والحد من أعمالها وتجفيف منابعها، وبالتالي أفسح المجال أمام بناء قدرات الأجهزة الأمنية وأداء مهامها وفرض سيطرتها الأمنية في محافظات الجنوب بشكل شبه كامل.
وكذلك دورها الريادي في الساحل الغربي، وذلك عبر تأسيس قوات العمالقة الجنوبية وتدريبها والإشراف عليها، وكسر شوكة إيران ومشروعها، وتأمين باب المندب الممر الاستراتيجي، وكذا تواجدها المحرز في مواجهة مليشيات الحوثي بجبهات الساحل الغربي والضالع ولحج وأبين، ودعمها لتلك الجبهات.